إن ترك العميد ياسين وحيدا في معركة حماية الثروة اللبنانية من قبل السياديين يرسم اكثر من علامة استفهام، بالاخص اذا ما اعتبرنا ان تبني مواقفه الوطنية والدفاع عنه ولو من باب المصالح السياسية واضعاف الخصم، وجعل تلك المواقف المتقدمة منصة لحماية العميد اولا وحماية الثروة اللبنانية ثانيا هو عين السيادة، والا يتحول مفهوم السيادة الى مفهوم هميوني ضبابي يحتاج كما غيره من المفاهيم في لبنان الى الكثير من التأمل واعادة القراءة.
 
صار واضحا بأن رئيس الوفد اللبناني التقني العسكري المفاوض حول الحدود البحرية مع الكيان الاسرائيلي العميد بسام ياسين، يغرد خارج سرب الصفقات التي تحيكها السلطة اللبنانية الغاشمة بقيادة العهد وصهره، واضحت مواقف العميد الوطنية واللبنانية وحرصه على حقوق لبنان من النفط والغاز والمستندة الى الوثائق والدرسات التي قدمها الجيش اللبناني والمتمثلة بالتمسك بحق لبنان بالخط 29 كخط حدودي وليس خط تفاوضي قد تم التخلي عنه مسبقا وبالتالي التخلي عن حصة لبنان في نفط وغاز حقل كاريش الامر الذي تراه السلطة الغاشمة حاجزا صلبا قد يحول دون تمرير صفقاتهم المشبوهة مع العدو لغايات باتت واضحة تبدأ بما يشبه الوعد من قبل الوسيط الاميركي برفع العقوبات عن باسيل، ولا تنتهي بالشراكة مع العدو وتقاسم الارباح من انتاج حقل كاريش. من هنا نفهم هذا الهجوم الشرس على العميد ياسين وبالاخص من عراب الصفقة وراعي التنازل ومصمم خريطة الخيانة دولة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب، ومن يقف خلفه ومن انتخبه وهنأه ويأتي بمقدمهم حزب الله. فاذا كان هجوم المنظومة الغاشمة على العميد ياسين مفهوم ومتوقع، فان غير المفهوم هو موقف باقي الاطراف " السيادية "، وعلى رأسهم القوات اللبنانية والكتائب، ومن يدور في فلكهما من شخصيات سيادية ترفع لواء محاربة الاحتلال الايراني للبنان، وحماية سيادته وحدوده، فلعب دور المتفرج في هذا السياق لا يقل خطورة وخيانة عن موقف المتواطئ والمشارك في الصفقة المشبوهة، حتى بتنا نرى العميد ياسين وكأنه متروك وحيدا في مقابل السلطة من دون حماية ولا تبني سياسي لمواقفه الجريئة والمتقدمة، التي تفضح عورة السلطة ومؤامراتها، حتى ان حركة النواب التغييريين ومؤتمرهم الصحفي المهم في المجلس النيابي ودعوتهم للوقفة الاستعراضية في الناقورة لم تشكل رافعة سياسية لمواقف العميد ياسين وظلت اقرب ما تكون الى مجرد تسجيل موقف اعلامي ليس الا. إن ترك العميد ياسين وحيدا في معركة حماية الثروة اللبنانية من قبل السياديين يرسم اكثر من علامة استفهام، بالاخص اذا ما اعتبرنا ان تبني مواقفه الوطنية والدفاع عنه ولو من باب المصالح السياسية واضعاف الخصم، وجعل تلك المواقف المتقدمة منصة لحماية العميد اولا وحماية الثروة اللبنانية ثانيا هو عين السيادة، والا يتحول مفهوم السيادة الى مفهوم هميوني ضبابي يحتاج كما غيره من المفاهيم في لبنان الى الكثير من التأمل واعادة القراءة.