لا بدَّ لنا، ونحن منكم وإليكم، مصرين معكم على وجوب الإلتزام بخط المقاومة وحفظها، ولو أدَّى ذلك إلى بذل النفس، وهو أقصى غاية الجود، فأمام العطاء والبذل بالنفس والروح، فيسقط كل شيء، ولتسقط الكلمات، وتنحني الجباه، أمام الشهداء وعوائلهم، والمجاهدين لحمايتنا وحماية الأرض والعرض والشرف والكرامة في هذا الوطن، وهذا مما يعني أنَّ الجنوب بأهله جميعاً أثبت حرصاً وتأييداً أنه مقاومة ولا أحد بشكلٍ عام خارج هذه المعادلة. هذه اللابديَّة، بقراءة متأنية لإنتخابات هذا العام ـ 2022م ـ ونتائج دائرة الجنوب الثانية، والتي تضم قضائي صور والزهراني، وهذه الدائرة المحصَّنة بهالة وطنية كبيرة، وهامة شامخة، وقامة من قامات الوطن، دولة الرئيس نبيه بري، وحضوره المباشر فيها، حيث حصلت لوائح المعارضة الثلاثة والمنافسة للآئحة الأمل والوفاء على (22645) صوتاً.! وهذه اللوائح الثلاثة فيما لو كانت لآئحة واحدة موحدة على غرار دائرة الجنوب الثالثة، لحصل خرق أكيد في مقعدٍ واحد، وهذا مما لا شك فيه ولا ريب بحسب النتائج الرسمية والمعلنة، مما يعني ذلك أنه لا بد من قراءة متأنية، وأيضاً إعادة النظر بشكل واقعي وجدي عن الأسباب التي حصلت إلى هذه النتيجة. وفي تقديرنا أنَّ هناك مطلباً شعبياً يدفع باتجاه الوقوف على هذا، ومراجعة الأسباب لكي يصار العمل على تصحيحها، (لا صواب مع ترك المشورة.... ومَن استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ... كما يقول أميرنا الإمام علي "ع"....) ومن عرف مواقع الخطأ أمكنه أن ينفذ إلى الصواب، ونحن نعترض وننتقد، لا لأننا نستهوي الإعتراض ونهوى النقد، بل ننتقد وننقد لأننا نغار ونتألم، ونحن لا نكره أو نعادي، لأننا نريد أن تكون للحياة معنى أفضل، لأنَّ الإستئثار والعنف والظلم، يُولِّد عدم الإحترام لمنطق الحياة التي نعيشها بألم ومعاناة، وبالتالي سيولِّد عنفاً وتعصباً وخصومة، وتتحوَّل العلاقات الإجتماعية إلى علاقات شك وحذر، وقلَّة ثقة، وقلق دائم، وقلق جوع، وقلق فقر، وقلق حاجة، وقلق من دخول مستشفى، وقلق من خوف واختفاء للأقل بتحسن الأحوال التي تشعرك باضطراب دائم نحو طلب الحاجة، في حين أنَّ البعض اصطاد على كثير من أصحاب الميثاق والقسم، والذي نصر على التزامنا بهما وبدور أملٍ نحو مستقبل أفضل ينصف أهلنا ومحرومينا الذين كانوا من الأمناء للأمانة لخط الصدر والشهداء والمقاومة ومن العاملين على ما تبقى لرفع الحرمان عن مجتمعٍ جدير بالتضحيات الجسام، وهذا ما بذله أمامنا موسى الصدر، وحرص عليه الأخ الرئيس نبيه بري، الذي حوَّل السم إلى عسل، لكانت هناك ثمة حسابات أخرى تدفع باتجاه إعادة الهيكلية والبناء، ومن هنا يجب الوقوف على هذه القراءة، ليبقى الجنوب فوجاً وموجاً لا يهدأ، كما قالها الإمام موسى الصدر، أنتم يا إخواني الثوار، كموج البحر، متى توقفتم انتهيتم.