بعد سقوطه المتعدّد الأسباب شنّ النائب السابق إيلي الفرزلي هجوماً عنيفاً على النائب جبران باسيل حليف الأمس عدو اليوم نادماً غلى الفرصة الثمينة التي منحه إيّاها لحظة جلوسه إلى جانبة في كتلة التيّار الحرّ ومعتبراً أن جبران لم يعد في مرتبة مشروع سياسي بل أمسى مجرد موظف فيه وحتى لا نطيل في كيل الفرزلي لجبران الذي كسب عداوات جديدة من أصدقاء وحلفاء سبوا الساعة التي صادقوه وصدقوه وقد تبيّن لهم أنّه صاحب العتمة في لبنان والمسؤول الأوّل عن إطفاء كل نور في لبنان كما وصف الفرزلي تجربة جبران الكهربائية . بعد أن أثنى إيلي الفرزلي على تجربة حزب الله في المقاومة إنتقده في السياسة وأهم ما في انتقاده عبارة شدّد عليها كثيراً وطلب من مستضيفته الإنتباه جيداً لهذه العبارة لأنّه لا يطلق كلاماً في الهواء بل يقصد بأن عبارته مدروسة جيداً ومفادها أن حزب الله سلّط باسيل على المسيحيين وأن جبران استقوى بقوّة حزب الله على الجميع . مع حديث النائب السابق إيلي الفرزلي الذي يتضمن حقيقة أكثر مما هو ضغينة كونه ينتقد حلفاءً لا خصوماً تتقاطع مواقف الحلفاء والخصوم حول وارث سياسي وصل إلى ما وصل إليه بواسطة المصاهرة واستخدم السلطة بسياسة طائفية وحزبية لرفع مستواه الشخصي وما كاد ليصل إلى ذلك لولا دعم حزب الله اللامحدود للنائب جبران باسيل الذي عرف مكانه عند السيّد فتدلل . لن نناقش هنا قناعات في الحزب ترى في جبران ما لا يراه اللبنانيون ولن ندخل في سياساتها المسلوبة الدسم أمام جبران كونه مشروع لشرعية وطنية مفقودة لحزب يطعن من خلال ذلك في انتمائه وهذا أيضاً نقاش مؤجل أيضاً كي نعود مباشرة إلى فحولة مخصية لسياسي برع في توظيف قوّة حزب الله لصالحه ولو جاءت الإنتخابات بنتائج مختلفة لأصبح رئيساً بدون منازع . اليوم يستجدي الرئيس نبيه بري أصواتاً نيابية سعياً لأكثرية تمنحه مشروعية التمثيل لا الشرعية وهذه خاتمة سيئة لرجل كان قطب الرحى وقطبة كل رتق في السياسة اللبنانية ولا يوجد من يعدّد أسباب الوهن لرئيس يمتلك كل أسباب القوّة من الكنف أو من خارجه ممن يصطنعون مواقف مضرة بالرئيس كما قال المخلص للرئيس بري إيلي الفرزلي . لقد تمكّن جبران من جعل الحريرية السياسية سياسة خشنة لا قدرة لأحد على التعامل معها بعد أن أمسى سعداً خاتماً في إصبع باسيل وحاول اللعبة نفسها مع المختارة ولكن زعيمها أذكى من أن يكون ذيلاً أو صيداً سهلاً وكان سقوط رئيس التوحيد وئام وهاب لاذعاً لباسيل أيضاً فكال له بمكيال الفرزلي وهذا التصرف المطلق بقوّة حزب الله الداخلية صرفها باسيل على الجميع حتى أنّه استخدمها ضدّ الرئيس بري وكان وصفه له بالبلطجي جرأة لا في قول لم يتجرّأ عليه أحد من السياسيين بل في القوّة التي اعتبرها باسيل حصرية له ويستطيع أن يواجه بها من يشاء. وحده قائد القوّات اللبنانية لم تضعفه قوّة باسيل في حزب الله بل كانت سبباً من أسباب صعود سمير جعجع إلى الرقم الأوّل في التمثيل المسيحي وهذا ما جعل من القوّة هزيمة فادحة لجبران في انتخابات هيأها له حزب الله كي يربح بأصوات شيعية وأخرى حليفة بعد أن كرّس له قانوناً إنتخابياً ينجيه من السقوط الحتمي وما النيل من باسيل من قبل حلفاء حزب الله إلاّ دعوة صريحة لتشليح جبران هذا السلاح الذي أفرغ ذخائره على الجميع .