للأسف، إنَّ الدولة اللبنانية في واد، والمواطنين في وادٍ آخرٍ غير ذي زرع، وأدركوا جميعاً بأن أوضاعهم المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، تنحدر انحداراً إلى الوراء نحو الخراب والدمار، وأصبحت الدولة غير معنية وغير مسؤولة عن هذه العبثية الآيلة إلى السقوط والموت التدريجي، وغير معنية بهموم مواطنيها وفقرائها ومحروميها والتي تتسع رقعة الحرمان والفقر في كل يوم (والخير لقدَّام) وكأنَّ الدولة تتعمَّد بسياستها أن تقوم بدور (السمسار) بين شعبها وبين التجَّار العالميين بتجارة الموت، لترتاح هذه الدولة من واجبها ومسؤوليتها وعبء التكاليف عنها، وكأنها تراعي الأقل كلفة، بمعنى، أنَّ ديَّة الميِّت أقل كلفة عليها من بقائه على قيد الحياة، وبالتالي يصبح الموت تخفيف العبء عنها، وإراحتكم من هذا الهم والغم والبلاء، وبالتالي، تكون الدولة قد وفَّرت وقدَّمت أعظم وأهم خدمة للوطن الذي يعاني من الإنفجار على كافة الصعد. لذا، نتمنَّى عليكم أيها الشرفاء والمجاهدون، أن تعلنوا مقاومة شرسة لمواجهة هذا الإنهيار والظلم والفقر والبؤس والحرمان، وتكون مقاومتكم عامة وشاملة لمواجهة العابثين بحياتنا والسارقين لأرواحنا وأعمارنا، ولمواجهة التخلف الذي وصلنا إليه بسياسة هذه الطبقة والطغمة السارقة والظالمة والتي استهانت وعبثت بمصيرنا ومصير العباد والبلاد. يا شرفاء هذا البلد، نحن اليوم بحاجةٍ إلى مقاومتكم الشريفة لتريحنا من هذه الأوضاع المزرية، وإلى الذين أوصلونا إلى هذا الإنهيار اللئيم، وتدعوهم بمنطق الحكمة وبكلمة سواء، ليرحموا هذا البلد وشعبه. أيها الشرفاء، أنتم مقاومة صادقة وشريفة ونزيهة، اكشفوا المستور، وافضحوا المتلاعبين بمقدرات البلد وأموال الشعب، وأمثالكم لا يخافون في الله لومة لآئم، فلا تخافوا ولا تحزنوا فأنتم الأعلون في هذا الوطن. أيها المقاومون الشرفاء، اللبنانيون جميعاً، متعبون، ساخطون، بائسون ويائسون، نستغيث بكم، ونحن لكم وإليكم، وكلنا ثقة، ومن أعطى الكثير لا يبخل بالقليل، بخلاصنا من هذه الطبقة العبثية من السياسيين، التي جرَّت علينا الخراب والدمار. بيننا وبينكم، وبين الله والتاريخ، إنَّ ما يجري في لبنان، هو إدانة لكل مسؤول (من يحاسب من؟؟؟؟)، نتمنَّى منكم ومن مسؤليتكم الدينية والجهادية والأخلاقية، خلاصنا وخلاص هذا الشعب المغلوب على أمره، وكلنا أمل بكم، ونصر بإذن الله.