ختاما الثوار منحوكم ثقتهم وعليكم ان تقدروا انتم خطواتكم التي تصب في مصلحة البلاد والعباد .... وانصحكم بالتروي وعدم الاصغاء الى ترهات ثوار الفيسبوك واقفال صفحاتكم الفيسبوكية، حتى تصبحوا نوابا عن الثورة وليس ثوارا داخل البرلمان .
 
كثر هم "الثوار" الطامحون فيسبوكيا لتغيير الحال وتبديلها وقلب الطاولة على المنظومة الفاسدة، ويحلمون كما يحلم معظمنا بالحاق الهزيمة النكراء ومحاكمة وإسقاط ارباب تلك المنظومة وان يحصل هذا الامر بالامس قبل اليوم او الغد، هذا الشعور الثوري المقدس والحميد والمطلوب، والذي يُعبّر عنه في الشارع والمقالة وعلى صفحات التواصل الاجتماعي بصدق وحماسة. الا ان ما لم يدركه معظم هؤلاء ان الاماني والطموحات والشعارات شيء، فيما الحقيقة والواقع شيء حتى اللحظة الراهنة، والخلط بينهما فيه الكثير الكثير من الطوباوية من جهة، ومن السذاجة السياسية من جهة ثانية فبعض " ثوار الفيسبوك " بدأوا منذ اليوم وقبل حتى ان يتسلم النواب الجدد مهامهم بشكل رسمي من تحميلهم مسؤولية ارتفاع سعر الدولار، ومطالبتهم بالحلول السحرية لكل الازمات المستعصية، على اعتبار انهم " ثوار " بيدهم مفاتيح الحلول المنتظرة !! اخشى ما اخشاه على " نواب الثورة " ان يتأثروا بصفحات امثال هؤلاء " الثوار الفيسبوكيين " فيجدون انفسهم مضطرين لحمل هذه الروح الثورية الساذجة من الشارع الى داخل البرلمان ارضاءا لهؤلاء وحتى لا يُتهموا بشلح ثوب الثورة والخيانة وما الى هنالك من تهويلات بدأت تصب على رؤسهم. ايها النائب الثوري العزيز، كل المطلوب منك هو ان تحافظ على الروح الثورية التغييرية التي تحملها بين جنبيك، وعليك ان تدرك منذ الآن ان طموحاتك وامالك التي حملتها معك من ساحات الثورة قد لا تستطيع ان تفرضها داخل المجلس وتحت قبة البرلمان، وبالتالي عليك ان تمارس العمل السياسي الواقعي بروح ثورية صحيح ولكن بالكثير الكثير من الموضوعية اولا وفن الممكن ثانيا وثالثا. إن المنظومة الحاكمة وحاميها ، لديهم من الدهاء والتخطيط والمكر، ما يخولهم لافشالكم وتقديمكم بصورة كاريكاتورية اذا ما انتم اصغيتم الى ضجيج وطروحات " ثوار الفيسبوك " التي بدأنا نشاهدها على صفحاتهم، " كالدخول بعين واحدة "، " طرح اسم عناية عز الدين لرئاسة المجلس " وامثال تلك الطروحات التي قد تنفع في الشارع ولكنها في البرلمان ستسيء اليكم والينا. حاول نصرالله بالامس ان يظهر بمظهر الحمل الوديع الحاضر لمد اليد والتعاون حتى معكم انتم ( العملاء الخونة والممولون من السفارات )، ويأمل منكم ان تلاقوه بالمقابل بالجفاء ورفع السقف والتحدي وبالتالي اظهاركم عند الرأي العام انكم مجرد غوغائيين لا تريدون مصلحة البلاد إن عدم انتخاب نبيه بري كواحد من اعمدة المنظومة، وان كان مطلب عند كل الثوريين، الا ان هذا الامر المتعذر الآن لا يجب ان يشكل اخفاقا لكم ولزملائكم السياديين، واعلموا ان بري "العجوز " بعد تقدمه في السن و" العاجز " بعد خسارة الاكثرية، هو ليس بري القديم .... وبهذا المعطى تصرفوا، وفكروا بالاستفادة منها. ختاما الثوار منحوكم ثقتهم وعليكم ان تقدروا انتم خطواتكم التي تصب في مصلحة البلاد والعباد .... وانصحكم بالتروي وعدم الاصغاء الى ترهات " ثوار الفيسبوك " واقفال صفحاتكم الفيسبوكية، حتى تصبحوا نوابا عن الثورة وليس ثوارا داخل البرلمان