إنَّ بإمكان أي مواطن ومراقب لكلام الرئيس بري، داخل وخارج الثنائي الشيعي، هو باختصار إعادة مشروع الإمام موسى الصدر حول لبنان الواحد أرضاً وشعباً وجيشاً ومقاومة، تحت وفاق سياسي لبناني، بالإضافة إلى موقف عربي موحد يشكل ضغطاً سياسياً على القوى العالمية التي بدورها تتمكن من الضغط على العدو الإسرائيلي للعرب وللبنان في المنطقة، وبالتالي يمكننا أن نتقدَّم بالإنفتاح على الوضع المزري الذي شلَّ البلد إقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وديبلوماسياً على عالمنا العربي والإسلامي بشكلٍ عام. أمام هذه الإرادات والتي كشفت بدورها نتائج الإنتخابات وما رافقها من خروق في لبنان بشكلٍ عام، توجّه في خطابه الأساسي الذي يمكن من خلاله تشكيل خطة حركتنا وتحركنا مع جميع المخلصين للبنان من أجل ترسيم أبعاد المواقف المطلوبة في المرحلة المقبلة المنبثقة من نتائج الإنتخابات عام / 2022م/. لذلك... فإنَّ من واجب الأحزاب والقادة السياسيين أن يتحملوا في هذه الظروف ـ القاسية والمؤلمة والظالمة بشكل واسع ـ مسؤوليات أكبر وخدمات أفضل، ويتمكنون من أداء واجبهم اتجاه رسالتهم وقضيتهم في سبيل خلق إرادة وطنية جامعة ومشتركة، ويقدرون من خلال دورهم وثقة الناس بهم الذين أوصلوهم إلى الندوة البرلمانية، أن ينقلوا الوطن بجميع أبنائه من وضعه المأساوي الحاضر إلى مستقبل أفضل. وأيضاً، فإنَّ الواجب على جميع المواطنين في هذا البلد، وفي جميع المناطق، أن يعبروا عن إرادتهم وآرائهم ويلتفوا جميعاً يدا بيد مع بعضهم البعض على ضوء هذه الأهداف، ونتحمل جميعاً مسؤولياتنا الكبرى بإخلاص ووعي وبصدق وأمانة. ومن الواجب الأخلاقي والوطني والإيماني والديني أن تتلاقى جميع القوى والأحزاب الوطنية والدينية والقيادات الواعية والمخلصة التي بدورها هي الضمان والضمانة ببقاء لبنان ووحدته وتطويره والخروج به من هذا النفق المظلم. ومن واجب نواب الأمة أن يتحملوا جميعاً مسؤوليتهم باستمرار لوضع الأسس الصحيحة لمستقبل الوطن، في معزل عن السلوكيات وسلوكهم السياسي السابق، أن يتجردوا عن مصالحهم الخاصة، ويقدمون بشجاعة وواقعية واعية اتجاه الله واتجاه الناس، ويتفانون في سبيل تنفيذ الإرادة الوطنية الجامعة في الوطن. فإننا أمام مرحلة جديدة يمكننا من خلالها تجسيد البقية الباقية من آمال الشعب الوفي والمضحي في سبيل حياة كريمة وشريفة، فلنختار ببدء هذه السبل والأهداف التي تضعنا وتضع الشعب اللبناني أمام مصيره المنقذ والتي يتطلبها الوطن والتاريخ والأجيال، وبهذا يمكننا أن نضع أمامكم وأمام الله والتاريخ (ميثاق شرف) يكفله القانون والدستور ولو لمدة معينة، لإنجاز البناء، والخروج من أزمتنا الخانقة، بعيداً عن المصالح الشخصانية الخاصة.