أثارت رواية قطاف الخريف للروائي الشاب محمد الخزامي و الصادرة في أكتوبر الماضي، 2021 مجموعة من التساؤلات بعد اغتيال الإعلامية المراسلة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، إذ من أحداثها تنتقل إعلامية مراسلة إلى فلسطين من أجل تغطية الواقع الفلسطيني وتغامر بظهورها وسط القنابل والدمار من أجل نقل الحقيقة، ورغم الاختلاف بين شخصية البطلة الروائية والراحلة شيرين أبو عاقلة كانت هنالك اقتباسات لافتة تبدو وكأنها تنبأت باغتيالها. يقول الروائي محمد الخزامي في إحدى صفحات الرواية على لسان شخصيته: "-كلّ ما في العالم أصبح مشاهدَ مُتطايرة، سأسافر إلى فلسطين، من أجل ذلك أنا غائبة عن الظُّهور الإذاعيّ. أرعبني جوابكِ المتأخّر، ماذا لو عدت في صندوق كما تلك الصحفية التي ذهبت لتستشهدَ ببعض الأقوال.. فعادتْ شهيدة صامتة؟" ويقول متابعا خوفه من احتمال موت البطلة خلال عملها الخطير كمراسلة حربية في فلسطين: "قد تعودين بعد أيام تحملين صورا جديدة تثري هذا الألبوم، وماذا إن كنتِ ضحيّة صورة.. ماذا كانت صورتك هي التي ستمرّ بعد قليل معلنةً موتك؟ " ويصف الروائي المراسلة في إحدى تغطياتها لوقائع تجري في أرض فلسطين: " كنتِ موردة الحزن كلما أوردتِ خبرا ، تأخذين في ملامحك ملامح ذلك الوطن الذي يظهر بنصف وجه حتى لا يشوه الإعلام وجهه الآخر، فمع الفلسطيني أنت تدرك أن الفلسطيني لا يريد وجها آخر، بل وجها يرفعه كإنسان". ويتابع في صفحة أخرى: " ها أنت بحضورك الشهيّ وبعينيك اللتين ما زال في إمكانهما افتعال نظرات الحياد. كنت أصغي إلى ما لن تعترفي به بنبرةٍ تفقدك نضارة ملامحك وتظهرك أكثر إرهاقا". يكمل محمد الخزامي: " كنت واقفة بين الدمار ، تلبسين ثوبا عاديا ووبعض من شعرك يتطاير مع تطاير القنابل البعيدة التي تلمحها العيون والكاميرات المعدة للتصوير من كل الجهات لفرط ما يحدث في لحظة خاطفة". اللافت أن الرواية تنتهي باغتيال كبير وجنازة ضخمة يتناقلها التلفزيون الرسمي خلال تشييع جنازة لإحدى ضحايا الحقيقة. قطاف الخريف رواية رومانسية رمزية رغم أنها مشبعة بأبعاد سياسية كبيرة يعيش على وقعها عالمنا العربي المترع بالحروب والحصارات، وهو ما يجعلها تنطبق وتتناسب مع أحداث حقيقية راهنة لا تزال تجري إلى الآن. يذكر أن قطاف الخريف قد صدرت في تونس عن دار أبجديات للنشر والتوزيع