يبدو أنّ المفتي الجعفري "الممتاز" الشيخ أحمد قبلان، يسعى من خلال إطلالاته الدينية-التلفزيونية إلى استدراج أكبر عدد ممكن من الناس كي يُردّدوا الدعاء لوالده الراحل الشيخ عبدالأمير قبلان بالرحمة والمغفرة، وذلك عند سماعه يتلفّظ بالشعارات الطنانة الفارغة، وتباكيه على أحوال العباد المزرية هذه الأيام الحالكة، ومن ثمّ يدعو لمعاضدة وانتخاب من أودوا بالبلاد إلى هذه المنحدرات المرعبة، والأنكى من ذلك أنّه يُفتي بلا علم، مع أنّه وهو الفقيه الممتاز، يجب أن يكون على علمٍ بما قاله النبي محمد(ص)، أنّ أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة إمامٌ جائر، وقوله للإمام علي بن أبي طالب: يا عليّ، إياك ودعوة المظلوم، فإنما يسألُ حقّه، وإنّ الله لا يمنع من ذي حقٍّ حقّه، والأرجح أنّ فضيلة مُفتِينا الشيخ أحمد قبلان لم يطّلع على ما أوصى به الخليفة العباسي المعتز لأحمد بن وزير القاضي، عندما ولّاهُ القضاء، إذ قال له: يا أحمد، قد ولّيتُك القضاء، وإنّما هي الدماءُ والفرُوج والأموال، ينفذ فيها حكمُك، ولا يُردُّ أمرُك، فاتّقِ الله وانظر ماذا تصنع. المفتي قبلان لا يلتفت إلى ذلك، فيُفتي بأنّ عدم الإقتراع حرام، والورقة البيضاء حرام، والحياد جريمة، أمّا ماهو السّحر الحلال، فهو أن تتقاطر جموع المؤمنين أمام صناديق الإقتراع، لإعادة انتخاب مرشّحي الثنائي "الوطني"، كما يحلو للمفتي أن يستبدل الشيعي بالوطني، ذلك أنّ الشيخ قبلان من أكثر الفقهاء مقتاً ونفوراً من النعرات الطائفية والمذهبية، أمّا ثنائية بري-نصرالله فهي التي تحفظ المقاومة ومعها حقوق المواطنين وسُبل عيشهم واطمئنانهم، وسيادة بلدهم وعزّته ومِنعته، ولا ينسى فضيلته أنّ هذا الثنائي الوطني هو الذي يقف سدّاً منيعاً في وجه الأمبريالية الأميركية وربيبتها الصهيونية، وكل من يحاول أن يقف في وجه هذه الثنائية فهو ملعونٌ مدحورٌ إلى يوم القيامة. فضيلة الشيخ قبلان، من غرائب هذا الزمان وفساده، أن نضظرّ إلى وعظك، وربما تقريعك، في حين كان حريّاً بك أن تكون في مأمنٍ من الشبهات والمزالق المهينة، فمن مهامك الأولية والفُضلى حُبّ المساكين والفقراء والدُّنوّ منهم، وأن تنظر إلى من هو أدنى منك، لا أن تُعلي وتمدح وتدعو لمن هو فوقك، عليك أن تتكلّم بمُرّ الحقّ، وأن لا تخاف في الله لومة لائم، وأن تُكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله، فضيلة المفتي: لا تجعل مقام رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في مقام "مُلك الرّي"، الذي وُعِدَ به عمر بن سعد عندما قطع الطريق على الإمام الحسين بن علي في كربلاء-الفضيحة، عندما قُتل الحسين مع أصحابه، وسُبيت نساؤه، وحُملت على أحقاب الإبل إلى قصر يزيد بن معاوية بن أبي سفيان في الشام، نرجو يا فضيلة المفتي أن تكون ممّن يسمعون القول ويتّبعون أحسنَه