يكمن العجب كل العجب في سبب الرصاص على مرشحين جنوبيين وبقاعيين من خارج لائحتي الثنائي الشيعي واستخدام وسائل وأدوات العنفين المادي و المعنوي بحقهم كونهم مارسوا حقهم في الترشح وخالفوا في ذلك أوامر ونواهي أهل الوقت. في الصرفند عكف مناصروا الثنائي على ممارسة العنف وتظهير صورة مستصغرة للقوتهما وناشرة لوهن خوفاً من قوّة غير متوفرة في أحد من الخصوم وهذا ما كشف عن اهتجاس المسؤولين من أيّ نسمة عابرة في لحظة سخونة انتخابية محسوبة بدقة عالية لصالح السلطة ومع ذلك يخاف المعنيون من ظلال الخصوم ومهما بدت نحيلة . رغم بيانات الإعتراض من الثنائي على الممارسات العنفية في بلدة الصرفند عاود مناصرو الثنائي أعمال العنف وبشكل هستيري في بلدة الخضر البقاعية أثناء احتفال لمرشحي لائحة بناء الدولة لتأكيد السياسات المعتمدة من قبل قيادات الوقت والتي تنفي الإستنكارات وتؤكد ضرورات النيل من الترشيحات التي لا تستمد شرعيتها لا من القانون بل من الطائفة . هذان الفعلان وما بينهما من تهوين وتخوين يسيئان إلى أصحابهما بحيث لا يحتاج أيّ طرف من الثنائي الشيعي إلى استخدام العنف لإنتفاء الضرورة عوضاً عن بشاعة الأفعال نفسها والتي لا تنسجم مع دعوات القيم التي تقرأ في الأدعية اليومية وفي هذا الشهر المبارك والتي تؤكد صحيفتها بلسان السجّاد زين العابدين عليه السلام : وإنّما يحتاج إلى الظلم الضعيف وهذا ما يضعهم في خانة الضعف لا القوّة . إن رصد الأعمال المعنفة للمختلفين معهم من قبل فرقة حاضرة وجاهزة دوماً لهذه الأدوار يأكل شيئًا فشيئًا من رصيد الثنائي وما يضمره الجنوبيون والبقاعيون هو أكبر بكثير مما يصرحون به رغبة ورهبة وهذا ما لا ينفع الثنائي وهذا ما يضر بهما اذا ما أرادا الإنتباه إلى سياساتهما المتبعة على المستويين العام والخاص وإذا ما أرادا الإستمرار لأن سنّة التجربة اللبنانية فيها من العبرة ما ينفع لهما . إن سياسة التهشيم تشوه وجه المهشّم مهما كان طلاؤه مكثفاً بالبياض وإن قمع الحريات يسفُّ سيف الإستبداد والخوف من الخصم الصغير يجعل منه كبيراً ويجعل من الخائف صغيراً مهما تمتع بصحة السلطة . في بيئتنا العربية – الإسلامية ما يكفي من نماذج الإستبداد وكلها ملعونة تاريخياً وحاضراً وكلها فتن قد قضت عليها وجعلتها كالعصف المأكول من خلال حروب طاحنة يبّست عروق السلطة وجعلت من أربابها أطيافاً هاربة في مجارير الشعوب . بتقديري أن الإستفادة من التجارب كفيل بتحسين الصورة الحزبية وجعلها أكثر إشراقاً إن اعتمدت مذهباً مخالفاً لمذهب التشوّة والتعدي واستخدام العصا واللسان والسيف باعتماد الحماية المطلقة للخصم دفاعاً عن رأيه لأن في ذلك صوابية الإيمان في اليقين الذي يملكه الحزب ولا يصادره .