ان ما يجهله من يدعون تمثيل المعارضة الشيعية، هو ان الانتخابات تخاض وفق المصالح الانتخابية وعلى قاعدة عدو عدوك صديقك .. هذا فضلا عن قراءة اللحظة الحالية التي لطالما تغيب عن اذهان هؤلاء الغارقين في التاريخ ولم يخرجوا منه ولا يزالون يتصرفون وكأننا في زمن ابو عمار ومنظمة التحرير الفلسطينية وهيمنتها على البلد، فهذه اللحظة هي لحظة الحقيقة التي كشفت حزب الله وخياراته بعد 17 تشرين ووقوفه العلني والصريح الى جانب قوى السلطة ومراكز الفساد والفاسدين، وبالتالي فالمعركة بخطابها السياسي صارت مكشوفة بين قوى الاصلاح وبناء الدولة، وبين مافيا الفساد ولا معنى هنا للانجرار الى عناوين يحاول الحزب اخذ الناس اليها ( المقاومة – حرب تموز – القدس – فلسطين - .... ) وكل هذه السيمفونية التي غرق فيها المدعون انهم معارضة شيعية.
 
ربح الشيخ عباس الجوهري معركته الانتخابية قبل حتى ان يحين أوانها، ليس من خلال خطابه العقلاني الواضح وحجته الدامغة التي يخاطب بها الناس في القرى واللقاءات والاحتفالات التي يقيمها على امتداد دائرته الانتخابية، وانما قبل هذا وذاك ربح من خلال حرية خياراته ورسم صورة تحالفاته ولم يذعن كما آخرين الى خطوط حمراء وصفراء رسمها الطرف الآخر له وتقوقع داخلها اما خوفا واما حماقة. لم يعر الشيخ عباس الجوهري اي اهتمام لا لأدبيات ولا لإسقاطات حزب الله، هذا الحزب، المفترض انه الخصم الانتخابي وان لوائح ما يسمى بقوى التغيير تنافسه وتواجهه انتخابيا، كما حصل في دوائر الجنوب حيث جبن القيمون على اللوائح ومن اجل ارضاء "خصمهم المفترض" بعدم التحالف مع القوات اللبنانية التي تشكل ثقلا انتخابيا، وراحوا يتشاطرون عليها ويتولدنون معها بطلب اصواتها ودعمها ولكن من تحت الطاولة ومن دون ان يقدموا لها اي تبرير منطقي ولو على مستوى الخطاب السياسي، نقول لهولاء السذج بالعمل السياسي، والذين لم يخرجوا من خطابهم الخشبي التاريخي الفتحاوي المقيت الذي لم يجلب علينا وعلى البلد الا الارتهان والدمار، نقول لهم ببساطة اذا كانت القوات اللبنانية في نظركم هي قوة سيادية غير متورطة بالفساد فما هو المبرر لعدم التحالف معها ؟؟ اما اذا كنتم تعتبرونها حزبا من احزاب السلطة فلماذا تريدون منها اصواتها والتحالف معها تحت الطاولة ؟؟ اليس هذا الاداء الساذج والطفولي هو ما يخدم الحزب وقوى السلطة التي تزعمون زورا انكم تواجهونها ؟؟ بالمقابل، وقف الشيخ الجوهري بكل شجاعة وعنفوان ليعلن لائحته " بناء الدولة " وتحالفه الواضح مع القوات اللبنانية، ولم ينتظر اذنا من احد ولم يخضع للبروبغندا الحزبية التي يخرقها اصحابها حين تكون لهم مصلحة حزبية بذلك كما حصل في عدة مراحل انتخابية حيث تحالف حزب الله مع القوات اللبنانية، وما انسحاب بعض المرشحين من اللائحة تحت ضغوطات هائلة يمارسها عليهم الحزب كما جاء بكلمة المرشح امهز، الا دليل ساطع على صحة خيار هذه الائحة، والخوف من نتائجها. ان ما يجهله من يدعون تمثيل المعارضة الشيعية، هو ان الانتخابات تخاض وفق المصالح الانتخابية وعلى قاعدة "عدو عدوك صديقك .." هذا فضلا عن قراءة اللحظة الحالية التي لطالما تغيب عن اذهان هؤلاء الغارقين في التاريخ ولم يخرجوا منه ولا يزالون يتصرفون وكأننا في زمن ابو عمار ومنظمة التحرير الفلسطينية وهيمنتها على البلد، فهذه اللحظة هي لحظة الحقيقة التي كشفت حزب الله وخياراته بعد 17 تشرين ووقوفه العلني والصريح الى جانب قوى السلطة ومراكز الفساد والفاسدين، وبالتالي فالمعركة بخطابها السياسي صارت مكشوفة بين قوى الاصلاح وبناء الدولة، وبين مافيا الفساد ولا معنى هنا للانجرار الى عناوين يحاول الحزب اخذ الناس اليها ( المقاومة – حرب تموز – القدس – فلسطين - .... ) وكل هذه السيمفونية التي غرق فيها المدعون انهم معارضة شيعية. ختاما لا بد من القول لهؤلاء المرضى وسؤالهم : قبل ان تتوجهوا بالخطاب " للحكيم " وتعلموه من اين تورد الابل؟ وتخترعون سيناريوهات هوليودية وتعيبون عليه موقفه الطبيعي في دائرة الجنوب الثالثة، اين انتم بدعمكم للائحة " بناء الدولة " ان كنتم صادقين ؟ او ان نرجسيتكم وشخصانيتكم تفرض عليكم معادلة تقول : اما ان نكون نحن باشخاصنا عنوان المعارضة او لا معارضة !!!