تسعى أحزاب الطوائف إنتخابياً لتأمين فرص الفوز وإعادة التجديد للنهج السياسي المتبع في سياقي الفساد والإفلاس لأنهاء ما تبقى من دولة وهي تستخدم لأجل ذلك كل ما تملك من إمكانيات ترغيبية وترهيبية تبدأ من استخدام العصا ولا تنتهي عند الجزرة طالما أن معالجة الإصابات التي أثخنوها في أجساد اللبنانيين تحتاج منهم إلى علاجات شبه شافية كي يذهب الشعب إلى صناديق الإقتراع وقلبه مطمئن إلى إيمان المرشحين . تكرّست سياسات الخدمات الإنتخابية وبشكل سافر وبوسائل تؤكد رخص الناس عند السياسيين إذ ما سنّه السياسيون الإقطاعيون مازال متبعاً لدى الساسة التقدميين من خلال الخدمة البسيطة واحتمال الوظيفة مع سلّة من الوعود وكيس من البصل وكرتونة من البطاطا . ثمّة شعارات مكررة منذ نشأة البرلمان في لبنان من قبل السياسيين وباتت ممجوجة ولا من ينتبه إلى ضرورة التجديد في الشعارات المرفوعة وفي الهتافات المجنونة وفي التحريضات والخطابات المسمومة فمازال الوعد بالبناء وبالماء وبالكهرباء وبالإصلاح وبالمشاريع وبالسدود وبالإستشفاء وبالضمان الصحي وبالتعليم وأضف ماشئت فكل ما يُضاف صحيح لجماعات تُهدّم وتُفسد وتُفلس وتُجوّع وتُعطّش وتحول كل الأحلام المرجوة إلى مجموعة كوابيس حيّة . لا شيء يطمئن في لبنان فمازال اللبنانيون على ما هم عليه من صناعة سياسية طائفية مدمرة ومخربة وهذا ما كرّس سياسة الهزيمة سواء في السلطة أو في المعارضة وهذا ما دفع ويدفع يإستمرار إلى إبقاء لبنان في حالة حرب مع نفسه بحيث تفضي أزماته الدائمة إلى احتراب طوائف ومذاهب وأحزاب وهي تحدث حتى في الأوضاع المستقرة أيّ حتى في الظروف التي تشهد فيها تفاهمات ومحاصصات تسيطر لغة الإنقسام أمام أيّ استحقاق أو إمتحان وأمام أيّ مزاج إقليمي متقلّب وغير مستقر . من هنا تطوف الإنتخابات بيوت الناس على قاعدة الخوف من الخصم أي من الوهم التاريخي المسيطر على عقول اللبنانيين وتستغل قوى التحاصص السياسي حالات الذعر اللبناني والهستيرية التاريخية وتنفخ في بوق الخوف أكثر لسوق الناس إلى حيث يمسي الصوت ورقة رابحة لصالح هذه الجهة أو تلك ممن يعلنون العداوة في الشكل ويمتهنون سرّ السرقة السياسية في السلطة عبر التوزيع العادل بينهم لحصص التموين الطائفي . من المؤسف أن تلعب الأحزاب اللعبة الوسخة ومن المؤسف أيضاً أن تكون الأحزاب هي الأسباب الكافية لتدمير ما تبقى من أحجار في البيت اللبناني ومن الصعب إستسهال السلطة إلى حد تذويب الدولة خدمة لدويلات الطوائف ومن المؤسف خلو لبنان من رجال الدولة الأمر الذي جعل منها أرملة فقدت رجالها وأولادها دفعة واحدة وما عادت تغري أحداً من فحول الطوائف