خبرٌ غير مفاجئ، بل عادي جدّاً: المدعو رامز أمهز ينسحب من لائحة بناء الدولة في دائرة بعلبك-الهرمل، ويعلن تأييده للائحة الثنائي الشيعي في تلك الدائرة، وفي الجنوب تشتد الوطأة والتّضييق على المرشحين المعارضين للثنائية الشيعية، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ وعادي. في تلك الأيام الغابرة، كتب والي العراق للخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز، يشكو سوء طاعة أهل العراق، فأجابه: لا تنتظر طاعة من خالف الإمام علي بن أبي طالب، وأساء إليه، فقد كان إماماً مرضيّاً، وفي رواية سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب: عندما خرج الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب على الخليفة الأموي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، قاصداً العراق، كان والدي غائباً عن المدينة، وعندما علم بخروجه، تبعه على بعد ستّ مراحل من المدينة، وسأله عن قصده، فقال: العراق، وأخرج طوامير الكتب التي تلقّاها من أهل العراق، يستعجلون خروجه على يزيد، فقال له عبدالله: وهل أذكّرك بما ناله أبوك وأخوك على أيدي أهل العراق! لذا أناشدك العودة، فأبى وأظهر عزمه على المسير، فقال له عبدالله: أُحدّثك بحديثٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لم أُحدّث به أحداً غيرك، نزل جبريل على جدّك رسول الله، وخيّرهُ بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وهذه الدنيا إنّما صُرفت عنكم لِما هو خيرٌ لكم، فقال الحسين: هيهات، سبق السيف العذل، فاعتنقه عبدالله قائلاً: أستودعك الله من قتيل، فكانت واقعة كربلاء-الفضيحة، إذ استشهد الحسين وأصحاب الحسين، وسُبيت نساؤه، وحُملت على أحقاب الإبل إلى الشام، وما زال قُرّاء العزاء يُذكّروننا كلّ يوم، بأنّ عدد الذين صلّوا خلف مسلم بن عقيل في مسجد الكوفة ناهزوا سبعة عشر ألف رجل( فلنفرض أنّهم لم يزيدوا على ألف رجل)، وعندما خرج من المسجد لاذوا بالفرار، حتى لم يبقَ معه أحد، وانتهى به الأمر بين يدي والي الكوفة عبيد الله بن زياد، حيث لاقى حتفه. لم يمضِ بعد ذلك وقتٌ طويل، حتى أسلم القادة العراقيون مُصعب بن الزبير للخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، وعندما وُضع رأس مصعب بين يدي عبدالملك، خرّ ساجداً وقال" متى تلدُ قريش مثلك يا مصعب، وكان مصعب رفيق الصّبا لعبد الملك. للأسف الشديد، هذا مِمّا يقمط له القلب، وتضيق له الصدور، وتندى له الجباه، ولكن، الشّيئُ بالشّيئ يُذكر، وهذا ليس من قبيل تثبيط العزائم، وصرف الأمور عن خواتيمها، فيا إخواني معشر المرشحين المعارضين للثنائية الشيعية الطائفية، المتحالفة مع رأس الفساد والهوان جبران باسيل، إنّكم لتُواجهون أحفاد من خذلوا عليّاً والحسن والحسين وزيد بن علي بن الحسين، وأحفاد من أسلموا مصعب بن الزبير وأخيه عبدالله بن الزبير للخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، وتذكّروا ما قالتهُ السيدة سكينة بنت الحسين بعد مقتل زوجها مصعب، وخروجها من الكوفة، وقد خرج بعض أهل المدينة لوداعها، فقالت لهم: لا بارك الله فيكم، ولا عافاكم، قتلتم أبي وعمّي وجدّي وزوجي، أيتمتموني صغيرة، وأرملتموني كبيرة، ساء ما كنتم فاعلين، وساء ما تفعلون.