ومن هنا نقول بكل اريحية، انه لو قدر لاسرائيل ان يكون لها حزب قوي في لبنان، يمتلك امكانيات ونفوذ كبيرين، وله تأثير على مجريات الساحة السياسية وتحالفاتها، فان الدور الاساسي الذي سوف يلعبه هذا الحزب الاسرائيلي هو الحفاظ على مكتسبات هذه الطبقة السياسية وابقائها في مواقعها من دون اي تغيير، وبالتالي سوف يقوم هذا الحزب الاسرائيلي بحماية ورعاية وانتخاب كل من هم موجودن الان، وسيعمد إلى انتخابهم والتحالف معهم والتصويت حصرا لهم وايصالهم مرة جديدة الى المجلس النيابي والحكومة وبعبدا، يقينا هذا ما تريده اسرائيل وهذا ما تقوم به ولو بمسميات مختلفة .
 
يعمد حزب الله، كما كل مرة الى إقحام اسرائيل في الدعاية الانتخابية ويجعل منها ناخبا اساسيا وعاملا جوهريا في التنافس الانتخابي، ويصورها بإعلامه ودعايته على انها المنافس الاول له وللوائحه، وبالتالي يضع جمهوره بين خيارين اما انتخابات اللوائح الصفراء والخضراء واما انتخاب نافتالي بينت أو بيني غانتس الموجودون على اللوائح الاخرى . فلنسلم جدلا بان اسرائيل تلك مهتمة حقيقة بالانتخابات النيابية القادمة، وان لها تأثير ما بطريقة ما على نتائج الانتخابات، تعالوا نقارب هذه النقطة بموضوعية وبدون مسبوقات حتى نعرف ماذا تريد اسرائيل واين مصلحتها الحقيقية وبالتالي الجانب الذي يخدم تلك المصالح حتى يكون خيارنا الانتخابي في المقلب الاخر. لا نحتاج هنا الى كثير نقاش والى جهد وإعمال عقل حتى ندرك ونتيقن بأن العدو الاسرائيلي يريد لبنان دولة فاشلة ضعيفة منهكة، دولة مفلسة لا اقتصاد فيها ولا سياحة ولا حياة، دولة مظلمة مهشمة بادارتها ودبلوماسيتها وجيشها، هي لا تريد من لبنان ان يسترجع نشاطه السياحي المنافس لها، ولا تريد من مرفأ بيروت ان ينافس مرفأ حيفا، وبالطبع هي لا تريد من السيّاح العرب الا ان يهجروا لبنان كوجهة سياحية وان ييمموا وجههم نحوها. اسرائيل هذه التي طالما اعتبرناها النقيض الطبيعي للبنان الرسالة والتعايش والازدهار، والتي انما شنّت حروبها المتتالية عليه ودمرت بنيته التحتية مرارا حتى ترجعه كما يصرح جنرالاتها ومسؤولوها على الدوام الى القرون الوسطى. بالمقابل فإن اسرائيل تلك، لا تريد من لبنان الضعيف والمنهار الا امن حدودها الشمالية فقط، واما سينفونية " التطبيع " التي يتحفنا بها الحزب فهي ابعد ما يكون عن الطموح الاسرائيلي، فأي تطبيع يمكن ان تسعى له اسرائيل او اي بلد بالعالم مع بلد هو على شفير الانهيار؟!. وما هي تلك الفائدة التي يمكن ان ترجوها من التطبيع مع دولة لا تمتلك الحد الادنى من مقومات الحياة؟! هي تسعى وسعت ووصلت الى التطبيع مع الدول الخليجية، طمعا بثرواتها، وتدفق اموال مواطني تلك الدول عندها، فضلا عن الاستثمارات والمشاريع المنتجه التي يمكن ان تدر لها المليارات. اما التطبيع مع لبنان فهي تدرك انه لن يجلب الا المصائب والفوضى والمخدرات والكابتغون ( الصادرات اللبنانية )، وبالتالي فلو قدمنا لها التطبيع على طبق من فضة فبالتأكيد سوف لن تقبل به وسوف تهرب منه فكل ما يقال عن التطبيع ما هو الا كذبة انتخابية لا وجود لها. يبقى ان ندرك في هذا السياق، ان جل ما تريده اسرائيل من لبنان ومشهد الدمار الجهنمي الذي تتمنى ان تشاهده فيه، فإن الطبقة السياسية المتحكمة الان تؤديه لها على افضل وجه، ومن هنا نقول بكل اريحية، انه لو قدر لاسرائيل ان يكون لها حزب قوي في لبنان، يمتلك امكانيات ونفوذ كبيرين، وله تأثير على مجريات الساحة السياسية وتحالفاتها، فان الدور الاساسي الذي سوف يلعبه هذا الحزب الاسرائيلي هو الحفاظ على مكتسبات هذه الطبقة السياسية وابقائها في مواقعها من دون اي تغيير، وبالتالي سوف يقوم هذا الحزب الاسرائيلي بحماية ورعاية وانتخاب كل من هم موجودن الان، وسيعمد إلى انتخابهم والتحالف معهم والتصويت حصرا لهم وايصالهم مرة جديدة الى المجلس النيابي والحكومة وبعبدا، يقينا هذا ما تريده اسرائيل وهذا ما تقوم به ولو بمسميات مختلفة