ليست بجديدة مواقف الرئيس ميشال عون المؤيدة لحزب الله وأنشطته ولا هي تدخل في حسابات رئاسته ولكنها غبّ الطلب على شفير هاوية انتخابية للتيار البرتقالي الذي شغل الدولة منذ عودة الجنرال من فرنسا واستلام تيّاره للمؤسسات وعودة النفس المسيحي الماروني التطرفي الذي فتح اكثر من باب لعودة التقاتل الطائفي .


ثمّة من يحتاج إلى مواقف الرئيس ميشال عون لذا يرهن البلاد والعباد لصالح هذه المواقف ودون النظر في صميم هذه الحاجة التي لا يحتاجها أحد بنظر الكثيرين كون شرعية أيّ طائفة لا تُستمد من شرعية طائفة أخرى ولا شرعية أيّ حزب لبناني تستمد من شرعية حزب لبناني آخر إلاّ اذا اعتراه مسّ من الشك في وطنيته ويرى نفسه غريباً في وعن موطنه .


أوهناك قراءة سياسية عجيبة لمن يراهن على غيره لتشريع وجوده وهذه طامة كبرى وطامتها ناشئة أيضاً من استحالة مناقشة المقتنعين بقراءاتهم التي لا تُجادل فقط بل وتُحارب من يدعو للتخفيف من استقراء تحالفات غير مربحة ومنها ما يحتاج إلى أكثر من نقاش لبلورة صيغة عاقلة أكثر لحسابات في السياستين الداخلية والخارجية .
 


في العودة إلى مواقف الرئيس من الصرح البابوي رسالة واضحة وهي مطلوبة لتسليم الرئاسة إلى الوريث السياسي والعائلي وهذا ما يعيد البلد الى مرحلة الإقطاعية ولكن بطريقة أسوأ كونها تفرض فرضاً وبالقوّة المعتمدة وتبدو مؤشراتها واضحة وهي من ضمن اتفاقيات مسبقة اذا ما نال الفريق الحاكم الأكثرية المطلوبة وبناءً عليه ستستمر السلطة بنفس الحسابات السياسية وبنفس المحاصصات القائمة وبدون أيّ تعديل يُذكر .



لذا تنشط ماكنة السلطة والكل يعلم قدرة السلطة الإنتخابية في التدوير والإدارة في ظل ماكنة مشلولة لشلل معارضين باسم الحراك والثورة وفي ظل ماكنتين ناشطتين للقوات والكتائب وبإستثناء طرابلس ستأخذ السلطة ما تخلى عنه تيّار المستقبل مما يعني أننا أمام انتخابات عورة ستعيد انتاج الطبقة السياسية نفسها وبنفس مواصفاتها وتياراتها وأسمائها وسيتضح للجميع سخافة الرهان على استحقاق استثنائي كما يردّد السياسيون ذلك في كل موسم لشحن مرضى الطوائف والعصبية المذهبية ومن بقي غافلاً على إيديولجية انتهت صالحيتها .

 


بئس سياسة وظيفتها هدم البلد لصالح طبقة سياسية غير صالحة لشيء على الإطلاق سوى البيع والشراء في وطن فقد سعره ولم يعد يغري أي مشتر من عرب وغير عرب وما المحاولات المتكررة والفاشلة للحكومات وللرؤساء والقيادات الفاعلة للفت العرب إلى لبنانهم إلاّ دلالة واضحة على رخص لبنان وما التوسل والإستجداء لدول الخليج كي تمنّ على لبنان السلطة ولو بقشورالأموال إلاّ برهان ساطع على سياسة فاشلة ومع ذلك تريد أن تبقى قائمة ولوعلى أنقاض وطن .