كل هذا تجعل من الناخب الحزبي يذهب الى صندوقة الاقتراع ويُسقط اسم مروان خير الدين وامثاله قربة الى الله تعالى !!!!!! ولا متسع حينئذ في عقله او وجدانه او قلبه لمقولة الصادق ع : لا يطاع الله من حيث يعصى .
 
لو عدنا سنوات قليلة الى الوراء، حينها كان الحديث عن الفساد والفاسدين واقحام اسم حزب الله بالموضوع يعتبر عند المستمع المأخوذ بالدعاية الحزبالهية اقرب الى التجني والافتراء، ولا يخشى ذلك المستمع من كيل الاتهامات والتوصيفات للمتحدث، تبدأ من حاقد مفتري ولا تنتهي بقبض الاموال " النجسة " ووصولا الى التخوين والعمالة، والملفت في الموضوع ان المستمع ليس بالضرورة ان يكون ذو هوى حزاللهي، بل يمكن ان يكون حتى على خصومة معه. هذا كان في السنوات الغابرة، حين كان يحرص الحزب ايما حرص عبر ماكينته الدعائية، ووسائل اعلامه المتعددة والكثيرة جدا، على خلق مساحة مرئية بينه وبين ما يجري من عمليات فساد ونهب وصفقات، مبديا على الدوام رفضه وامتعاضه واستنكاره مرعدا مزبدا مهددا بالتصدي لما يجري رغم وجوده على نفس الطاولة الوزارية وغير الوزارية التي يتشارك فيها مع كبار لصوص البلد، والتبرير كان حتى الامس القريب هو قصر اليد، " مش قادرين نعمل شي" ، " ما خصنا يصطفلو "، "ما بيقدر الحزب يكون بالواجهة " ، " الحفاظ على وحدة الطائفة "، " هيدي مسؤولية الناس " ... وغيرها الكثير من المقولات التبريرية !!! الان وبعد تدهور الامور الاقتصادية والمعيشية في البلاد، وبعد وصول الامور الى " جهنم " التي لطالما حذرنا منها عبر سنوات طويلة واتُهمنا بسببها وخوّنا، وجد الحزب نفسه امام واقع جديد، ساهمت الثورة الشعبية التي انطلقت من معاناة الناس في 17 تشرين، الى وضع الحزب في "باب اليك "، فكان امام مفترق اخلاقي وديني وسياسي كبير فإما ان يصطف الى جانب الناس الموجوعة والمنتهكة حقوقها والجائعة والمستضعفة ، وإما ان ينحاز الى جانب اللصوص ومافيا السلطة. للأسف اختار الحزب ان يكون في المقلب الاخر الى جانب الفساد والفاسدين، فشيطن الناس واتهمهم وخونهم وتصدى لهم وقمعهم وحمى ارباب السلطة ومافياتها، ومنذ تلك اللحظة سقطت كل الاكاذيب القديمة، وانتهت المسافة بين الحزب وبين كل ما كان يجري من تدمير ممنهج لبناء الدولة واموالها العامة واقتصادها خدمة لمشروعه الخاص، وسقط القناع الزائف الذي كان يتغنى به الحزب " ما خصنا " . حتى انه بتنا في مرحلة لم يعد فيها الحزب يأبه لاعلانه جهارا بانه معني بانتخاب حلفائه الفاسدين والمتهمين والغارقين حتى اذانهم بالفساد، وهذا ما صرح به بالامس امين عام حزب الله " بان انجاح لوائح حلفائه هو المهمة الملقات على عاتقه في الانتخابات القادمة حتى لو تضمنت هذه اللوائح اشخاص عليهم نقاط ( فساد – عمالة – نهب ... ) هنا يبرز السؤال البديهي والجوهري: ما هي التبريرات الشرعية التي يقدمها الحزب لجمهوره " المتدين " حتى يغضوا الطرف عن انتخاب فاسد وحماية لص وانتخاب سارق ؟؟؟؟؟ وهذا الفعل المشين لا شك انه بالمفهوم الديني والشرعي يعتبر من كبائر المحرمات، وفاعله يعتبر شريك كامل بكل موبقات من ينتخبه لان الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم كما يقول علي بن ابي طالب الجواب على هذا السؤال المعقد بسيط جدا، انه " التكليف الشرعي " الذي يجعل من الحزبي " المتدين " اقرب الى الروبوت يفعل ما يؤمر به من دون ان يكلف نفسه عناء التفكير لان " السيد " يعرف ماذا يقول، هذا التبرير الذي ظاهره " تكليف شرعي " وباطنه من خلفه " راتب – اعاشة – طبابة – مدارس – سيارة – بنزين – مازوت – بطاقة السجاد – القرض الحسن – دواء – بطاقة النور – مجلس العزاء – المقاومة – الميادين – اذاعة النور – المنار – الاخبار – شيخ الضيعة – 15 شعبان – رمضان – عاشورا .... ) كل هذا تجعل من الناخب الحزبي يذهب الى صندوقة الاقتراع ويُسقط اسم مروان خير الدين وامثاله " قربة الى الله تعالى "!!!!!! ولا متسع حينئذ في عقله او وجدانه او قلبه لمقولة الصادق "ع " : لا يطاع الله من حيث يعصى .