يبدو أنّ مصائب لبنان المهولة، من الإنهيار الشامل في كافة المجالات والمؤسسات وضياع استقلال البلد وسيادته، تهون أمام ما تكشّفت عنه مخازي التمهيدات للإنتخابات البرلمانية القادمة، إذ بسط حزب الله هيمنته التامة على نصف مساحة لبنان المسكون بأهاليه، ومعظمهم من الطائفة الشيعية، وتسود النصف الثاني فوضى "انتخابية" عارمة، تسبّب بها غياب المُكون السّني بعد انكفاء الرئيس سعد الحريري عن الساحة السياسية، إلى ظهور الوزير السابق جبران باسيل أمام ما تبقّى من شُذّإذ الآفاق الذين يتجمعون باسم "التيار الوطني الحر"، لينفُث باسيل أحقاده القديمة والمُستجدّة بوجه قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، وينثر عنترياته وشعوذاته الفارغة من أي مضمون، ولِيعدَ اللبنانيين بالرخاء والإزدهار وتأمين الكهرباء والماء وإقامة السدود، ومحاربة الفساد والاستبداد، وملاحقة الفاسدين والمجرمين، وكل ما هو مطلوبٌ من الناخبين إعادة انتخابه نائباً مع سائر "الدُّمى" التي تدور في فلكه وفلك عمّه رئيس الجمهورية، والمُفجع في إطلالة باسيل الإنتخابيّة، أنّ هذا الدخيل على الحياة السياسية اللبنانية، والذي أجمعت جماهير ثورة السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩ على اعتباره رمزاً أصيلاً للفساد ونهب المال العام وانحلال الدولة، ما زال قادراً على جمع الجموع وشحذ الهِمم، للعودة لشغل مقاعد البرلمان، واقتسام الحصص الحكومية والوظائف الرسمية وصرف النفوذ بالشراكة مع الثنائي الشيعي، وذلك كله بشفاعة سلاح حزب الله، وهذا أمرٌ كان من المفترض أن لا نكرّره، لأنّه ليس إلاّ مدعاةً للمرارة تارةً، وللخجل واليأس طوراً، وبعد أن ثبُت بالتجارب المحسوسة أنّ الطائفية شرابٌ عجيبٌ وسامّ، ممّا يسمح للوزير الأسبق جبران باسيل وأمثاله أن ينشروا مهاراتهم في نثر المواعظ والأكاذيب والوعود المعسولة على أبواب كلّ انتخابات نيابية. هنيئاً لكم أيها "الطائفيون" برلماناً جديداً على خطى البرلمان الذي سنودعه بعد شهرين من تاريخ "عنتريات وأحقاد" باسيل، وهنيئاً لكم طول الإقامة في دركات جهنّم عمّه، فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية