كنا من الممكن ان نصدق جبران باسيل ( ولو من باب الاحتمال ) لو انه اشار في كلمته الانتخابية عن تبدل في التحالفات او عن تموضوع جديد، او على الاقل لو انه وعد بامور جديدة واعتذر عن وعوده السابقة تلك التي فشل فيها فشلا ذريعا ( كهربا – سدود – ودائع – بناء دولة )، الا ان الكاذب بطبعه، يتصور ان الناس ساذجة لدرجة انها تصدق اكاذيب كلا الجبرانين جبران الكاذب حين يعد، وجبران الكاذب حين يبرر فشله ونكثه بوعوده
 
دعونا نسلم جدلا بان التيار العوني وعلى رأسه جبران باسيل، المعاقب اميركيا بسبب الفساد هو محق بكل ما جاء بخطابه الاخير،، وانه وعدنا للمرة المليون بالكهرباء والمياه وبناء الدولة،، وبانه عمل جاهدا طوال فترة وجوده بالحكومات المتعاقبة منذ اكثر من اثنتي عشرة سنة وبالوزارات المعنية بتلك الوعود القديمة الجديدة، ودعونا نصدق بان مخططاته ومشاريعه كانت لتحقق تلك الاماني والوعود الا ان الفريق الاخر هو الذي حال دون تنفيذها وجعلها ترى النور، وهو الان يقف بكل ثقة ليخبر جمهور التيار انه سوف يحقق ما لم يحققه طيلة تلك السنوات. يا اخي صدقنا كل ما تقوله، ولكن هل لك ان تخبرنا من هو الفريق الاخر الذي منعك من تحقيق مشاريعك ؟؟؟ من هو الفريق الاخر هذا ؟؟ للاجابة على هذا السؤال، يكفي ان نرجع الى كلمات باسيل نفسه وفي اكثر من محطة، ففي 3 كانون الثاني يناير الفائت عقد باسيل مؤتمرا صحفيا قال فيه بالحرف الواحد : " اخترنا تفاهم مار مخايل على الفتنة، واتفقنا على ان السلاح فقط لحماية لبنان والوحدة الشيعية مهمة ولكن ليس على حساب البلد " وتساءل " اين ترجم تفاهم مار مخايل في بناء الدولة ؟؟ بتغطية الفساد والمسايرة ؟ وبشل صلاحيات رئيس الجمهورية وعهده ؟؟ وبضرب المجلس الدستوري ؟؟ واضاف " اولويتنا الدولة وإصلاحها، اما أولويتهم فالمقاومة والدفاع عنها ... " فباسيل هذا، المرشح اليوم كان واضحا بالامس في تبرير فشله الذريع وفشل عهد عمه بإلقاء اللوم والملامة على حزب الله اولا وعلى الثنائي الشيعي مجتمعا. ثانيا: هنا يوجد عدة احتمالات ، فاما ان الحزب والثنائي اللذين منعاه بالامس من تحيق احلامه واحلام اللبنانيين قد عمدا الى خطوات تغييرية جذرية في مشروعهما وادائهما وطريقة مقاربتهما للشأن اللبناني وبالتالي فان الوعود هذه المرة هي غير الوعود في المرات السابقة، واما ان جبران باسيل يكذب على الاقل في واحدة من المكانين، فاما ان الثنائي لم يمنعاه سابقا فهذا يعني انه كان يكذب ليبرر فشله، واما ان الثنائي منعاه سابقا فهذا يعني انه يكذب الان، لان من منعه قبلا سيمنعه حاليا بالاخص ان الثنائي الحليف وبالاخص حزب الله لم يبد في حملته الانتخابية اي مؤشر ينبىء عن تحولات في سلوكه لا من حيث الشعار ولا الوجوه وبالتأكيد لا من حيث عقيدته المرتبطة عضويا بولاية الفقيه، او انه يكذب في الحالتين كنا من الممكن ان نصدق جبران باسيل ( ولو من باب الاحتمال ) لو انه اشار في كلمته الانتخابية عن تبدل في التحالفات او عن تموضوع جديد، او على الاقل لو انه وعد بامور جديدة واعتذر عن وعوده السابقة تلك التي فشل فيها فشلا ذريعا ( كهربا – سدود – ودائع – بناء دولة )، الا ان الكاذب بطبعه، يتصور ان الناس ساذجة لدرجة انها تصدق اكاذيب كلا الجبرانين جبران الكاذب حين يعد، وجبران الكاذب حين يبرر فشله ونكثه بوعوده ...