بعد انتشار الفيديو الذي يظهر فيه مرشح حزب الله في دائرة زحلة السيد رامي أبو حمدان أمام الإعلام، والذي يتحدث فيه عن استلامه سيف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، ما أثار حفيظة ودهشة أبناء بلدته، وما لبثت أن قامت حملةً شعواء من السخرية والإمتعاض على وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي، مُرفقة بانتقاداتٍ لاذعة لحزب الله وخياراته الإنتخابية، وللمرشح أبو حمدان على اندفاعته العفوية في إظهار ولائه التام لوليّ الأمر القريب ( السيد حسن نصرالله)، ولوليّ الأمر البعيد( السيد علي الخامنئي)، فضلاً عن الإستغراب من وجود نُسخ من سيف الإمام علي( ذو الفقار) بين يدي السيد نصرالله ليوزّع على المحازبين والمناصرين، ثمّ تواترت الأنباء عن طلب قيادة الحزب من عناصره ومناصريه حذف الفيديو وعدم تداوله والتّعليق عليه، وهذا إجراءٌ مُتوقع، لما لتصرّف المرشح أبو حمدان من عواقب عِدّة، وقُيّض لي أن أستمع لمُداخلة أبو حمدان هذه أمام أبناء بلدته، حيث ظهر الرجُل صادقاً وعلى نواياه البريئة، كخادمٍ أمين للسيد نصرالله وللولاية( ولاية الفقيه )، فهو كما يقول لم يسعَ وراء هذا الأمر والمنصب، ولم يخطر على باله، وسبق له أن تمنّع عن الإقدام على أمرٍ جللٍ كهذا، لكنّه يصدع لأمر الحزب وأمر السيد نصرالله، ويدينُ لهما بالسّمع والطاعة جرياً على سُنن الإخوان المسلمين، وما يُحسب لصالحه ويُحمدُ عليه صدقه ونزاهته وبراءته، فهو كما يقول ويُفصح، يختلف جذريّاً عن باطنية و"تقيّة" السيد حسن نصر الله، وعن مكر وخداع الشيخ نعيم قاسم، وصلَف وعنجهية الحاج محمد رعد، ونَزق وعنتريات الشيخ نبيل قاووق، وهذا ما عجّل ربما في إصدار الأمر بسحب الفيديو من التداول، ولربما نال أبو حمدان ما ناله في الخفاء من توبيخٍ وتقريع. يبقى ما هو جديرٌ بالتقدير للسيد أبو حمدان احتفاظه الدائم للصورة الأسطوريّة اللاتاريخية للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بشجاعته وصدق عقيدته واستقامته، ومحاربته للظلم والاستبداد والبغي، ونحمد الله تعالى أنّ أبو حمدان( قارئ العزاء كما ذُكر)، لم يطّلع على تلك الروايات التي ذكرت أنّ رجال عمر وأبي بكر كانوا قد اقتحموا منزل الإمام علي يوم السقيفة المشهور، واقتادوه "مُلبّباً بحَبل"، أو ضبطوه وألقوا في عنقه حبلاً أسود ( حسب رواية الطبرسي )، أو أُتيَ به مُلبّباً ليُبايع ( حسب رواية الشيخ المفيد)، وهذا يتناقض مع الصورة الأسطورية للإمام علي، رغم أنّه لا ينتقص شيئاً من قيمته كشخصٍ فعليٍّ فذّ، مع العلم أنّ الطبرسي والشيخ المفيد من كبار فقهاء الشيعة وعلمائهم، وليسوا من المُفترين أو المنافقين، وإنّ عمرو بن عبد ودّ العامري كان قد بلغ من العمر عتِيّاً( لا أقل من تسعين عاماً على ما يقول التاريخ) عندما قتلهُ الفتى علي في المبارزة الشهيرة، وإنّ الأمر إذا كان يتعلق بقوة البأس في القتال، فإنّ عليّاً قتل في معركة أحُد ستة أشخاصٍ من المشركين، بينما قتل "قزمان" أحد عشر، ورغم ذلك فإنّ قزمان هذا ظلّ نكرةً لا يأبه له أحد. عسى أن ترفع يا سيد أبو حمدان سيف الإمام علي في البرلمان القادم (سيف الحقّ) في وجه الباطل والبغي والفساد.