طفح كيل الكثيرين وضاقت صدورالبعض من الغيظ جرّاء بقاء الرئيس بري في رئاسة المجلس لدورة جديدة والطفح والغيظ هنا لا من خصوم بري بل من حلفاء اليوم والأمس وهذا ما كرّس عداوة مبطنة بصداقة هي أشرس من العداوة نفسها ولأن الرئيس خاضع للنفوذ الجديد فلا قدرة له على الإعتراض المباشر بقدر ما يساكن النفوذ لحماية ما تبقى من أمل ومن حضور يتسع لهامش ضيّق يحفظ ما أمكن من تباين في الرؤية الداخلية والخارجية . هناك من يصرّ على استكمال عملية الإغتيال المعنوي للرئيس من خلال مرشحين مشعوذين ومجموعة صيصان يتم إدخالهم الى قنّ المجلس الأمر الذي يفقد الرئيس هيبته فيقال فيه ما قيل في قاضي الأولاد وهذا ما تبرع به الكثير من اللوائح المشتركة ما بين المتحالفين على الرئيس بري . ليس باستطاعة بري غربلة الأسماء ولا بإمكانه النظر فيها ولا الإحتجاج عليها رغم ما فيها من طعن في هيبة المجلس وفي صنعته ودوره كمشرع وهذا ما سيجعل المجلس الجديد شبيه بالوضع الإقتصادي تماماً كما تمت صناعة السلطة بمحارم توالت . في كلام أحد رموز النظام السوري حول سجن القذافي الإبن وتغنيه بالعلاقة مع القذافي الأب ما يستتبع الحملة المذكورة على الرئيس والتي تتكرّر بأشكال متعددة وتتخذ خطوات سريعة ستشهد الإنتخابات النيابية جرعة زائدة من هذه الحملة وما التحضيرات المسبوقة ّ في الأسماء وفي المحاصصة وفي التوزيع والتي خسرها بري الذي كان يملك وحده خياراتها وكان يحوزها بكلتا يديه باتت الآن خارج قبضتة ولا يملك عليها أيّ وصاية وهذا ما جعل من بري الحلقة المستضعفة لا الأضعف بعد أن كان الأقوى من الجميع محتشدين أو غير محتشدين في وعاء واحد . استسلام الرئيس لإستمرار دور العونية السياسية في السلطة من موقع الرئاسة ودونها كرّس سياسة الإستضعاف واستسلامه لقيادة طائفته بقاعاً وجنوباً دوناً عنه أرسى لسياسة الإستضعاف وتخليه عن تحالفاته التقليدية والتي تعتمد مروحة وطنية واسعة وجعله أسير نسق تحالفي حصري ساعد على سياسة الإستضعاف المذكورة . لائحة تنازل أمل كبيرة أمام الصعود الجديد للأحزاب الطارئة والتي عرفت جيداً كيف تغتال شخصاً بحجم الرئيس بري من حصر الفساد في سياساته الى هدم المؤسسات وصولاً بالدولة الى جهنم ويبدو السكوت الذي يسود الرئيس قد ساعد على الإغتيال نفسه ويبدو أن هنّاك من كرّس سياسة الهزيمة والإنهزام أمام التغيّرات في ميزان القوّة والقوى وهذا ما ردع حركة تتمتع بقوّة صمود هائلة عن المواجهة بعد أن صدقت ذلك وباتت أسيرة الصوت التفضيلي في محاكاة وجودها وهذا ما يتطلب منها إعادة النظر في الوزن السياسي و الإنتخابي على ضوء شروط غير متوفرة عند احد بعد .