خطى الرئيس نبيه بري خطوة الى الأمام عندما قرّر تطعيم كتلته بمرشحين جُدُد إيماناً منه بضرورة مجاراة التغيير وملاقاة المطالبين بتجديد روح البرلمان بعد أن شهد نواباً لا يتغيّرون وباتت مقاعدهم لأخذ الغفيلة على بطن منتفخة أو للإستراحة من عجقة الخطابات الرنّانة وثمّة أسماء باتت ممجوجة لكثرة التجديد لها دون أن يكون لها مايستلزم تكرار تجارب سيئة السمعة والصيت والدور . ربما علمه بالظروف التي يمر بها لبنان جعله مصراً على إحداث تغييرما في الإستحقاق النيابي الآتي لتنشيط الدور الكسول لمجلس أمسى جثة لإفتقادة الى مُشرعة والى رؤياويين بعد أن صممت الأحزاب على هتك المجلس بتمثيل نيابي لا يهش ولا ينش وأكثرهم دون السن القانوني ومن صفوف العبيد الصغار في مدرسة الإستزلام . طبعاً خطوة الرئيس ليست كاملة لكنها تحقّق مطلباً ما أو أقلّ ما يقال فيها أنّها اعتراف بصعوبة الواقع وضرورة التعاطي معه وعدم القفز عليه واعتبار أن ماهو قائم في لبنان هو ندرة سياسية واقتصادية غير متوفرة في بلد من البلدان المحترمة . في حين أن السيّد حسن نصرالله استبقى نوابه مجدداً لهم لما اكتسبت ملفاتهم من أهمية دفعت الى تكريسهم في المجلس النيابي الى قيام الساعة وفي هذا موقف واضح برفض التغيير وعدم توفير فرص لإصلاح ما طالما أن الحزب لا يرى مشكلة وأمور البلاد والعباد في أحسن أحوالها ولا من داع للإستماع الى صبية الشوارع والنزول عند رغبات المنتفضين على العاطلين عن العمل وممن يتقاضون رواتب ومخصصات من جيوب الناس دون أن يفعلوا شيئًا سوى رفع الأصابع. رغم أن التجديد ضرورة تصب في صالح الثنائي الشيعي من نواح كثيرة لا حصر لها يمعن الثنائي في تكريس ما يخالف المصلحة وما لا يستجيب لرغبات الناس لأن تلبية الرغبة تعني بالنسبة للقيادات الإمتثال للشعب وهذا ما يعيب القيادة التي ترى وجوب إمتثال الشعب لها دون أن يكون له الخيرة من أمره لأن باب الطاعة هو الباب المفتوح له ولا مجال لفتح أبواب أخرى تعيق عمل القيادة التي تملك من العقل مالا يملكه أحد وهذه أزمة الأمّة منذ فجرها التاريخي اذ انها استندت الى نموذج الفرد في إدارة الأمور. كان بود الناس أن يروا قيادتي الثنائي على مستوى الأزمة القائمة وانتهاج طرق مختلفة لتصحيح أوضاعها بدءًا من الإنتخابات النيابية بتكريم السادة النوّاب والإتيان بسلة نيابية جديدة حتى لا تكون النيابة حكراً كما هي المواقع التنظيمية وهذا ما يجعل الثنائي مجرد تنظيمين لا ممثلين لطائفة فيها من الكفاءات والنزاهات ما تفتقر إليه أحزاب الطائفة . إن استكمال العمل النيابي بنفس الطريقة والذهنية ومن ثمّ اتباع ذلك باستحقاقي الرئاسة والحكومة يعني الوصول الى ما بعد جهنم وبئس المصير .