ملخص : حتى وان كانت المصلحة اللبنانية، فالحزب الذي لا يعترف بمرجعية الدولة اللبنانية وبالتالي إنعدام وجود للروح الوطنية بمعناها القانوني في قاموسه، هذه الالمقاومة عند الحزب لا تشبه البتة مقاومة زيلنسكي او اي مقاومة في العالم،،، وبالتالي فاذا كانت مصلحة المحور الايراني تفرض دعم المحتل ومساندة الاحتلال فان هذا سيكون موقف نصرالله، ولو ان مقاومة نصرالله هي المقاومة اللبنانية وليست المقاومة الاسلامية في لبنان لكان الموقف مختلف حتما .
 
للوهلة الاولى، تفترض أن ثمة تشابها كبيرا بين الرجلين، ( نصرالله – زيلنسكي )، فإن أكثر من عنصر جامع بين الرجلين، ليس اقله قيادة "مقاومة" شعبية تواجه احتلال لبلديهما، يفترع عن هذا المشهد ارادة صلبة وثبات عظيم وطموح لتحرير وطن ورفض مطلق للخنوع والاستسلام لارادة القوي المدجج بالسلاح. يكاد زيلنسكي أن يقول ويردد عمليا مقولة الشيخ راغب " الموقف سلاح والمصافحة اعتراف "، وبسهولة نستطيع ان ننسب له مقولة " نزرع اجسادنا والقطاف ات وهو التحرير " ونضيف له وصية السيد عباس الموسوي " الوصية الاساس حفظ المقاومة " . بالمقابل يمكن بسهولة ان ان نسقط كل تبريرات والحجج التي استعملتها اسرائيل حين اجتياحها هي الاخيرة للبنان ووصولا الى بيروت، من " امن الجليل " الى طرد " المقاومة الفلسطينية من لبنان " ووصولا الى انتاج سلطة جديدة في لبنان لا تكون معادية لاسرائيل. هذه المبررات وغيرها تكاد تكون هي نفسها التي تجترها مرة جديدة القيادة الروسية لتبرير اجتياحها لاوكرانيا!! هذه المعطيات وهذا التشابه الى حد التطابق يفرض ان يكون موقف الحزب بديهيا الى جانب اوكرانيا والى جانب الشعب الاوكراني والمقاومة الاوكرانية، إذ من غير المنطق ان تقف "مقاومة " الى جانب محتل او مناضل من اجل التحرير الى جانب مستبد توسعي!! الا ان الواقع يخبرنا غير ذلك، فموقف حزب الله وامينه العام منحاز بشكل واضح لمصلحة بوتين الغازي والمعادي بشكل فاضح لزينسكي المقاوم، فأين تكمن الاسباب التي ادت الى هذا التناقض الرهيب في موقف الحزب؟ وما هي الخلفية الفكرية والاعتقادية التي اوجبت على الحزب هذا الانفصام العجيب المتناقض مع كل ادبياته وشعاراته. الاجابة برأيي متعلقة هنا بنفس مفهوم " المقاومة " عند الطرفين ( زيلنسكي – نصرالله )، فالاول يعبر ان " المقاومة " هي ردة فعل طبيعية تفرضها الروح الوطنية الاوكرانية او الروح الوطنية عند اي منتمي الى وطنه وحاضر ان يبذل دمه وروحه دافاعا عن وطنه وشعبه، هذا المفهوم البديهي لاي "مقاومة " في كل مكان واي زمان ليس هو نفسه عند نصرالله الذي يعتبر "المقاومة " هي مشروع عقائدي محض قد يأخذ صورة مواجهة محتل مرة وقد يأخذ صورة الدفاع عن نظام قاتل ( الاسد ) مرة اخرى،او حتى حماية فاسدين مرة ثالثة كما ان نصرالله يعتبر ان مهمة الحزب كفصيل مسلح ليست هي الدفاع عن لبنان ومصالح شعبه، وانما الحزب هو جزء من محور يمتد الى خارج الحدود اللبنانية ويرتبط عضويا بالدولة الايرانية كدولة محورية، وبالتالي فالمصلحة الايرانية هي المقدمة على اي مصلحة. ثانيا حتى وان كانت المصلحة اللبنانية، فالحزب الذي لا يعترف بمرجعية الدولة اللبنانية وبالتالي إنعدام وجود للروح الوطنية بمعناها القانوني في قاموسه، هذه ال"المقاومة " عند الحزب لا تشبه البتة " مقاومة " زيلنسكي او اي " مقاومة " في العالم،،، وبالتالي فاذا كانت مصلحة " المحور الايراني " تفرض دعم المحتل ومساندة الاحتلال فان هذا سيكون موقف نصرالله، ولو ان " مقاومة" نصرالله هي " المقاومة اللبنانية " وليست " المقاومة الاسلامية في لبنان" لكان الموقف مختلف حتما .