ومن هنا ندرك ان دور النائب في اجندة الحزب هو دور اخر تماما، يبدأ في الحسينيات وليس تحت قبة البرلمان، وينتهي في بيوت الاموات للاخذ بالخاطر، وهنا فقط يمكن تسجيل درجات النجاح لهؤلاء النواب ( ولو ان اداءهم الجنائزي خف في الاونة الاخيرة بسبب كورونا )، وعليه وبما اننا قادمون على مرحلة اقتصادية صعبة وبما ان القطاع الطبي في لبنان شارف على الانهيار الكامل، وزاد الامر تعقيدا الغزو الروسي لاوكرانيا وتداعياته على الاقتصاد العالمي وغلاء النفط والقمح والغاز، مما يعني ان اعداد الاموات عندنا ستكون في تزايد كبير مما يستدعي، استنفار كبير عند نواب الحزب، لاداء مهماتهم النيابية في حضور الاسابيع والتعازي مما حتم على الحزب الابقاء على من يمتلكون خبرات واسعة في هذا الميدان وبالتالي وجد الحزب نفسه مضطرا للتمسك بالطاقم النيابي القديم.
 

لم يكن مفاجئا اعلان امين عام حزب الله بالامس اسماء مرشحيه للانتخابات القادمة والتي تضمنت نفس الاسماء عن نفس المقاعد، ولم يجر اي تبديل يذكر، وتبرير ذلك هو ان اداء النواب الموجودين هو اداء جيد جدا وبالتالي فلا داع للتغير بالاخص ان الموجودون صار لديهم "تراكم من الخبرة الواسعة" !!!

 

 

هذا الامر يعتبر طبيعي جدا عند حزب لا يوجد في قاموسه ولا ادبياته ولا نهجه اي معنى من معاني تداول السلطة او ما يسمى بضخ دماء جديدة ولو شكليا حتى يضمن اصوات جمهوره بعد ان وصلت البلاد الى حافة الانهيار والمجاعة، اولا لان الحزب يعتبر ان اصواته مضمونة بتكليف شريعي يعطل مجرد التفكير بالبدائل، ثانيا هذا الجمهور محكوم بشبكة مصالح واسعة لا يمكنه التفلت منها ( بطاقة السجاد – اعاشة – مازوت – طبابة – دواء ايراني .... ) بالتالي فصوته " بالجيبة " 

 

 

أما على مستوى تقييم "اداء هؤلاء النواب " والعلامة الجيدة التي حصلوا عليها فالمقاربة عند الحزب لها مقدمات مختلفة تماما، فالموضوع لا يتعلق البتة بدور النائب المتعارف عليه دستوريا ( تشريع – مراقبة عمل الحكومات )، فلو كان الامر كذلك لجاء التقييم مختلفا كليا، فمن النادر جدا ان نسمع عن "مشروع قانون " له علاقة باي شأن اصلاحي يخدم بناء الانسان في لبنان قدمته كتلة الحزب او احد نوابها ( اللهم الا مشاريع القوانيين التي لها علاقة مباشرة بمصالح الحزب )، فاذا اطلعنا على مسيرة محمد رعد النيابية مثلا والتي تجاوز عمرها الثلاثون عاما، وراجعنا المشاريع التي قدمها ستكون النتيجة مزرية وفاضحة.

 

 

اما على مستوى مراقبة عمل الحكومات، فالفشل الذريع هاهنا لا يحتاج لدليل الا عند الاعمى او من ختم الله على قلبه،،،، ومن هنا ندرك ان دور النائب في اجندة الحزب هو دور اخر تماما، يبدأ في الحسينيات وليس تحت قبة البرلمان، وينتهي في بيوت الاموات للاخذ بالخاطر، وهنا فقط يمكن  تسجيل درجات النجاح لهؤلاء النواب ( ولو ان اداءهم الجنائزي خف في الاونة الاخيرة بسبب كورونا )، وعليه وبما اننا قادمون على مرحلة اقتصادية صعبة وبما ان القطاع الطبي في لبنان شارف على الانهيار الكامل، وزاد الامر تعقيدا الغزو الروسي لاوكرانيا وتداعياته على الاقتصاد العالمي وغلاء النفط والقمح والغاز، مما يعني ان اعداد الاموات عندنا ستكون في تزايد كبير مما يستدعي، استنفار كبير عند نواب الحزب، لاداء مهماتهم " النيابية " في حضور الاسابيع والتعازي مما حتم على الحزب الابقاء على من يمتلكون خبرات واسعة في هذا الميدان وبالتالي وجد الحزب نفسه مضطرا للتمسك بالطاقم النيابي القديم لانه صار يعرف عن ظهر قلب اماكن الحسينيات وطرقاتها ومداخلها ومنابرها وحتى انواع السبيكارات والميكروفانات فيها 

 

هذا على مستوى الحزب، اما " الحلفاء " فان يرشحوا مصرفيا فاسدا من هنا، او عميلا لاسرائيل من هناك .. فهذا شأنهم وليس للحزب ولا لماكناته الانتخابية علاقة بالموضوع فوظيفته هي فقط تجيير اصواته لهم "حتى لا يضيع اي صوت".

 

 

بهذه الروحية يقارب حزب الله الاستحقاق الانتخابي القادم فلا داعي للاعتذار من الوعود الصادقة التي لم تتحقق!،  ولا هو يحتاج اصلا لوعود جديدة او حتى لتغيير شعار الحملة الانتخابية .... فكل المعادلة عنده تختصر بمرشحين اموات لجمهور ميت,,,, وكفى الله الناخبين شر التغيير .