ثبت الثنائي الشيعي على بقاء فحول الطائفة في النيابة دون تغيير مطلوب من الناس لأنّه غير وارد في حسابات أولي الأمر خاصة بعد إقرار قانون المنافسة الذي أتاح لنواب الصدفة والصدمة أن يخرجوا من صوامعهم ويعلنوا عن فوز كاسح لقانون يلغي احتكار السلعة وقد هلّل المهللون من أجزاء الصورة النيابية البشعة ذات التجربة السيئة في العمل والحقل النيابي لأكثرية نيابية سبّبت أكثر من سبب لإستشراء الفساد وسقوط البلد في الدرك الأسفل من نار جهنم .

 


ما يهمنا هنا عدم التفكير الفعلي في تغيير الصورة النيابية والإبقاء على أجزائها ربما لافتقار الطائفة لرجالات وخبرات وشهادات وكفاءات غير متوفرة إلاّ ممن شملتهم رحمة أولي الأمر أو لعدم وجود مخلصين وأوفياء غيرهم أو لكثرة ما في تجربتهم من مزايا حقوقية ومن مكانة قانونية ثمّنت من أفعالهم وأعمالهم فأوجبت على من يختار أن يبقي على الأخيار الى أبد الآبدين .

 


طالما ان القراءة المتبعة هي القراءة النابذة لكل معطى جديد والتي لا ترى أيّ مشكلة أصلاً وأن البلد في صحة وعافية والأحوال فيه مريخية ومنجمة بحيث يرون لبنان المتسكع أغنى بلد في العالم ولا عيب فيه لذا يعيدون انتاج نفس الطبخة من النيابة الى الرئاسة الى الحكومة ويساعدهم في ذلك تابعون ومتطعون مؤلفة قلوبهم أو من صناعة عقلية واحدة لا ترى وجوداً لمشكلة غير مشكلة أعداء الداخل وأعداء الخارج ولا حلّ لديهم سوى الإستمرار على ما هم عليه دون ابتداع حلول لحلّ أزمة واحدة لا علاقة لها بالسياسة بل بالخدمات بحيث يعجزون عن حلّ مشكلة النفايات ومع ذلك يرفعون شعارات تشعرك بقرب السماء من الأرض .

 

 


هذا لا يعني أن هناك ما يُسترهن عليه لإصلاح السلطة من قبل أحد طالما أن المعركة الإنتخابية الحاصلة هي في العمق بين مكونات الطبقة السياسية نفسها في ظل بروز ترشيحات مراهنة على قرف الناس من أطراف السلطة في محاولة منها لإستفتاء القرفانيين لكشف مدى جديتهم في قرفهم وابداء ذلك في صناديق الإقتراع .

 

 


إن المزيد من التشبث في فرض الترشيحات القديمة سيعيب العملية الإنتخابية لجهة النسبة المشاركة والمقترعة وسيشهد مزيداً من الضمور السياسي لثنائي غير مؤمن بضرورة الإصلاح الداخلي وهذا ما يراكم من المشاكل الداخلية بحيث تستفيق عليها القيادة بعيدة خراب البصرة تماماً كما هي تجارب الأحزاب والدول العربية التي استخفّت بالإصلاحات الداخلية واعتبرتها عدواً يجب قتله لهذا سقطت الكثير من هذه الأحزاب وضاعت الكثير من الدول كانت تتألّه ولا ترضى بالنبوة في وصف فرادة قادتها التاريخيين .

 


ما لا يساعد القائد الفذّ على إجراء الإصلاحات للخروج من دائرة الأخطاء هو اتساع مساحة الزبائنية السياسية داخل البنية التنظيمية واتساع رقاع الرعاع الذين يهتكون ويكفرون ويصهينون الداعين الى إصلاح يصب في صالح سياسة أولي الأمر كما هوحال اليوم بحيث يتفرغ العاطلون عن العمل لشتم وتهوين وتخوين كل قائل بضرورة البدء بالإصلاح من الورشة النيابية نفسها باعتماد معايير مخالفة للمعايير القائمة وهذا ما يستدعي الإتيان بلوائح جديدة ليس فيها أحداً من الطقم القديم ولا تضم من قدم تجربة نيابية استنزفت قدراته وبات التجديد ملحاً في مرحلة تتطلب تغييراً وهذا ما فيه مصلحة لكم إن كنتم تفكرون بطريقة غير شخصية وبمواصفات على قياسكم لأنكم حتى في هذا الأمر بتم في غنى عن سياسات الإستزلام .