يقوم الحزب بتكريس معادلة هي الاخطر تقول: لا يمكن ان تكون معاديا لاسرائيل الا اذا كنت فاسدا هذه الحملة الانتخابية الدعائية الخادعة والممجوجة والتي لن تنطلي الا على اللصوص الصغار من المستفيدين والانتهازيين والبسطاء، إن دلت على شيء فانها تدل على الفشل الذريع للتجربة التي قدمها الحزب واركان السلطة الحليفة، فبدل استعراض الانجازات والمشاريع والتشريعات وحسن المراقبة لعمل الحكومات ( هذا دور النائب )، وهي معدومة عند نوابه الفاشلون الا بالتعازي والخطابات في الحسينيات فمن الطبيعي ان يلجأ الى مثل هذه المسرحيات البهلوانية لحماية منظومته .
 

عشية الانتخابات النيابية التي يفصلنا عنها أقل من ثلاثة اشهر ( 15 ايار ) والتي لم ينجح العونيون حتى الساعة بإلغائها أو تأجيلها، لا من خلال الطعن امام مجلس شورى الدولة ولا من خلال طرح التعديل على القانون الانتخابي بحجة "الميغاسنتر" او ادخال منصة انتخاب، ولا حتى بالتذرع بالتكاليف المالية، فإنها أصبحت بفضل الضغوط الخارجية كأنها أمر واقع.

 

 

هذا ما دفع المنظومة وراعيها وحاميها حزب الله للانتقال الى الخطة "ب "، والتجهيز الفعلي لخوضها، وهذا يستدعي امرين اساسيين يشكلان الرافعة لأي انتخابات، الامر الاول هو الماكنة الانتخابية وهذا متوفر وجاهز عند فريق الحزب، فالمئة الف مقاتل العاطلين عن العمل بسبب توقف معظم الجبهات ( شبعا – سوريا – العراق )، فهؤلاء جميعا سيتحولون الى " مقاتلين " على جبهة مراكز الاقتراع، ويمكن تصدير بعضهم للعمل في ماكنات الحلفاء اذا لزم الامر.

 

 

يبقى الامر الثاني، وهو الدعاية الانتخابية، التي من خلالها يشحن كل طرف همم مناصريه وجمهوره واقناعهم مرة جديدة للذهاب الى صناديق الاقتراع والتصويت للمرة الثامنة لنفس الاشخاص ولنفس الاداء، وهنا تحديدا تكمن المعضلة عند الحزب وفريقه،  فقد تكوّن بعد 17 تشرين، وبعد الوصول سالمين الى قعر جهنم، تكوّن وعي جمعي عند معظم اللبنانيين بأن "العدو" الفعلي والحقيقي لهم هو هذا العدو الداخلي الرابض على صدورهم منذ عقود، هذا " العدو " الذي مارس ويمارس ابشع انواع الاحتلال والنهب والسرقة والصفقات والفشل  والمحاصصة والمحسوبية والاستزلام  وانعدام الرؤية والتوظيف العشوائي وكل معاني اللصوصية وهدم المؤسسات، حتى وصلت البلاد الى قعر لم نشهده لا في الحرب الاهلية ولا حتى ايام الاحتلال الاسرائيلي.

 

 

أمام هذا الواقع المرير، وامام النتيجة التي وعاها اللبنانيون على امتداد الوطن، والحقيقة الساطعة التي صاروا عليها والتي تقول بوضوح ان " عدو الداخل " المتمثل بهذا العهد وهذه الاكثرية النيابية وهذه الحكومات، هو العدو الحقيقي في هذه المرحلة، فقد اراد حزب الله التشويش على وعي اللبنانيين هذا ووعي معظم جمهوره بشكل خاص، ومن اجل الإستمرار بحماية هذا المنظومة الفاسدة والفاشلة المحسوبة بمعظمها  على محوره وتسير وفق رغباته وضمان بقائها بالسلطة، من خلال استحضار العدو الخارجي " اسرائيل "، للقول لناخبيه مرة جديدة أن المعركة الانتخابية ليست مع من سرقكم ونهب اموالكم ودمر اقتصادكم وقضى على مستقبل اولادكم وحرمكم دواءكم، وانما المعركة مع اسرائيل !!!! 

 

 

ولتكريس هذه المعادلة الخادعة عمل على إطلاق مسيرته مرفقة بحملة اعلامية ظننا من خلالها ان المسيّرة هذه قد رمت اسرائيل في البحر ( على طريقة صواريخ عبد الناصر )!! ولم يكتف بالمسيرة العجيبة في الجو، بل استتبع ذلك "مسيرة اعلامية" ولنفس الغاية قوامها " التخوين " والاتهام بالعمالة لكل من اراد ان يشير ولو بمقالة او بوست او كلمة للعدو الداخلي الحقيقي .. ووضع الناخب اللبناني والشيعي بالخصوص امام خيارين إما ان تنتخب مرة ثامنة محمد رعد وحسين الحج حسن وملفات حسن فضل الله واقرانهم وبالتالي انتخاب باسيل والميقاتي ، واما انت بصف اسرائيل !! وبذلك يقوم الحزب بتكريس معادلة هي الاخطر تقول: " لا يمكن ان تكون معاديا لاسرائيل الا اذا كنت فاسدا "  
هذه الحملة الانتخابية الدعائية الخادعة والممجوجة والتي لن تنطلي الا على اللصوص الصغار من المستفيدين والانتهازيين والبسطاء، إن دلت على شيء فانها تدل على الفشل الذريع للتجربة التي قدمها الحزب واركان السلطة الحليفة، فبدل استعراض الانجازات والمشاريع والتشريعات وحسن المراقبة لعمل الحكومات ( هذا دور النائب )، وهي معدومة عند نوابه الفاشلون الا بالتعازي والخطابات في الحسينيات فمن الطبيعي ان يلجأ الى مثل هذه المسرحيات البهلوانية لحماية منظومته .