أولاً: العنصرية الصهيونية...

 


في تقريرٍ مُصوّر، يعرض السيناتور دافيد دوك (عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية لويزيانا ١٩٨٩-١٩٩٣) فصولاً مهولة عن العنصرية الصهيونية-اليهودية، واستعلاء قادتهم وحاخاماتهم على بني البشر أجمعين، واحتقارهم لهم، أوَ ليسوا شعب الله المختار؟ حين أراد الله أن يُعرف، اختار شعباً مُعيّناً لنشر تعاليمه ووصاياه، فوقع الإختيار على الشعب اليهودي، وتحفل التوراة( الكتاب المُقدّس) بالآيات والتعاليم والوصايا التي ترفع من مرتبة شعب الله المختار عن مرتبة سائر البشر ( الأغيار)، ويبدأ السناتور الاميركي دوك بالحاخام السافاردي الأكبر المدعو يوسف، وهو رئيس مجلس حكماء التوراة في حركة شاس،( وحركة شاس شريك إئتلافي في الحكومة الإسرائيلية )، حيث يقول الحاخام يوسف بأنّ السبب الوحيد لوجود سائر الأنام والبشر ( يُطلق عليهم إسم الأُمميّين) هو خدمة اليهود، وبأنّ الغاية الوحيدة لوجود "الأمميين" هي أن يحرثوا ويزرعوا ويحصدوا ويطحنوا ويخبزوا، والقيام بأعمال النِّجارة والحِدادة والحِياكة وما إلى ذلك من مهنٍ وصنائع، وما على اليهود سوى أن يجلسوا ويأكلوا، باعتبارهم أسياداً، وسائر البشر في خدمتهم. حتى إذا مات واحدٌ من الأمميين، فاليهودي يحزن لفقده، ويضرب لذلك مثلاً، لو أنّ أحدهم فقد حماره، فهو يحزن لذلك، لأنّه فقدَ ماله ومصدر رزقه، كذلك اليهودي يحزن لفقد أحد الأمميين، ومن اللطف الإلهي أنّ الله مدّ بعمر الإنسان-الخادم لتطول سنيّ خدمته.

 


حاخامٌ آخر أشدّ تطرّفاً ووحشية، هو الحاخام ابراهام كوك، حيث يذهب إلى وجوب قتل أفضل الأمميين، كما تُسحق رؤوس أفضل الأفاعي السّامة، وبذلك لا يبقى سوى الأمميين الحمقى، كما يذهب الحاخام غيزنبرغ ( المرشد الديني لحركات الإستيطان اليهودية في العالم) إلى القول بأنّ أرواح اليهود أغلى من كلّ روح، فإذا احتاج يهوديٌ لكبدك أو كُليتك أو عينك، أو ايّ عضوٍ من أعضاء جسدك، فعليك أن تمنحهُ إياهُ طوعاً أو كرهاً، وهذه التصرفات هي أخلاقية لا غبار عليها، أما حركة شاباد فتُطلق على الأمميّات الصغيرات تسمية:شيكسا(shiksa)، أي عاهرة، في حوارٍ متلفز، قال أحد أعضاء الحركة للمذيعة: أنت شيكسا، وعندما انتهرته مستنكرة، أجابها ببساطة: أنتِ امرأة غير يهودية.

 

 

ثانياً:عنصرية الطبقة السياسية اللبنانية الفاسدة...


بماذا تختلف تعاليم وسلوكيات الطبقة السياسية الفاسدة التي تحكم هذا البلد المنكوب منذ أكثر من ربع قرن من الزمن، عن مفاهيم وسلوكيات الحاخامات اليهود العنصريّين؟ قِلّة فرق، عند الحاخامات اليهود على الأغيار، أو الأمميين حسب تعبير السناتور دوك، أن يعملوا في خدمة أسيادهم اليهود، وعند أقطاب الطبقة السياسية الفاسدة، على أبناء الشعب اللبناني الصابر أن يعمل بجدٍّ وكلل في خدمتهم، وخدمة أبنائهم وأقاربهم وأنصارهم وأتباعهم، ألم يُصرح أحد جبابرتهم من على منبر قصر بعبدا: نحن أسياد البلد( وأنتم خدمٌ رِعاع عند أسيادكم )، في منطق وقانون وعُرف هذه الطبقة السياسية الفاسدة أن يعمل الامميون ليل نهار في خدمتهم، وما على الحكام-الأسياد سوى أن يأكلوا ويجلسوا ويتنعموا بخيرات البلد.

 


عند الحاخامات اليهود، لو انتزع اليهودي كبدك وعينك وقلبك، فلا بأس في ذلك، والأخلاق السامية لم تُنتهك أو تُمسّ، أمّا أهل الحكم في لبنان فقد أضافوا مأثرة جديدة لهم، وذلك من فرط عبقريتهم، وهي تقضي بأنّهم إذا سرقوا مالك الذي اودعتهم إياه، فلا جُناح عليهم أن يأكلوهُ هنيئاً مريئاً، والأدهى من ذلك أنّهم يستعدّون لأخذ ثقة "الأمميين" في أيار القادم، كي يستعيدوا شرف السيادة على الأغيار المغلوبين على أمرهم، وتستمر أحقر عمليات نهب المال العام والاثراء غير المشروع، مُرفقة بكافة أشكال التمييز العنصري.