ليس تحليلاً ولا هو بالوجهة النظر بقدر ما ساق سركيس نعوم في مقابلته عالجديد من معلومات مصدرها أميركي ملم بالمفاوضات الجارية في فيينا والتي على أساسها ستتقرر جملة عناوين ما بينها لبنان وسورية بحيث يتم إخراج إيران من سورية بالتفاهم معها وبمساع روسية على أن يعطى لها لبنان كجائزة ترضية لتركها سورية .

 


رسم سركيس نعوم بريشة الأحلام كيفية شرعنة سلطة حزب الله على الدولة من قبل الولايات المتحدة ببقاء تأثيره على الأمن وعلى القضاء وإمكانية استلام قيادة الجيش على أن يتم تسليم السلاح الثقيل لإيران من ضمن تفاهم جديد أو من خلال تطوير اتفاق الطائف أو ببقاء الأمور كما هي قائمة .

 


وعن سؤاله عن رأي الطوائف الأخرى قال نعوم : الموارنة نصفهم أو أقل أو أكثر أي التيّار العوني قد لا يؤمن بخيارات الحزب لكنه بالسياسة مضطر لتكملة ما بدأه معه من تفاهمات والطائفة الدرزية معتادة على الإنسجام مع الواقع والغلبة القائمة فيه ومع ما تقرره الدول النافذة بمعنى أن لا إمكانية لأحد لمواجهة القوّة الشيعية المضاف إليها الرغبة الأميركية و الدولية .

 


وعن أمن الحدود والصراع مع اسرائيل قال نعوم : لامشكلة لدى الحزب في العودة الى اتفاق الهدنة دون توقيع سلام لأن إيران لن توقع على أيّ معاهدة سلام مع " إسرائيل " .

 


وعن الإقتصاد قال نعوم : أن الإقتصاد سيترك للطوائف الأخرى اعتقاداً من الخارج بشطارة هذه الطوائف وقدرتهم على التماهي مع المحيط العربي في حين أن الطائفة الشيعية لا علم لها بعلوم الإقتصاد .


يخالف سركيس نعوم القائلين بجهل الشيعة بأمور التجارة ويؤكد أن الطائفة الشيعية قد بلغت في صعودها ما جعلها الأقوى في كل شيء حتى في أعمال التجارة .


يتراجع سركيس نعوم خطوة الى الوراء بعد أن تقدم خطوات الى الأمام بقوله : ما قلته مجرد معلومات يمكن أن تتحقق ويمكن أن لا تتحقق لأن أيّ حدث قد يحصل ومهما كان صغيراً قد ينسف أي سيناريو معد سلفاً .

 


ولا يختم بحميمية العلاقة القائمة ما بين طهران وواشنطن والتي عبّر عنها بجُحرين ولكن في عباءة واحدة والتي تستحوذ على مصالح ثابتة سيجعل منها الإتفاق النووي اذا حصل خارطة سياسية مؤثرة في سياسات الشرق الأوسط .

 


بغض النظر عن صحة المعلومات لصحافي معروف في علاقاته الجيدة مع مصادر أميركية وغربية وسواء كانت مرسلة أو هي رؤية سركسية لصحافي مخضرم تبقى الأسئلة غير محصورة في المصدر بقدر ما هي ورقة مقدمة ومطروحة بقوةّ من قبل الداخل اللبناني ومن قبل فريق متحكّم بالحكم وقد تكون ورقة أميركية تفرض على اللبنانيين التعامل معها وهذا ما يفرض تغيير الواقع وبدون ذلك تصبح أي معلومة في مكانها الصحيح وهذا التغيير مفتاحه الأساسي الإستحقاق النيابي فمن خلاله تستطيع الرد على مصادر سركيس نعوم أو التصالح معها ومع ما هو معد للبنان من سيناريوهات متعددة التمثيل و الإخراج .