في مقابلة إذاعية سورية عن الفن والتاريخ والشعب تلبّس الممثل السوري المبدع عباس النوري بجملة مواقف هزّت ما تبقى من عرش لنظام الأسد وكانت إدانة  دخول العسكر على الحياة السياسية التي  أفسدت الدولة بمثابة الزلزال الذي هزّ ضمير كل غائب سوري و جاءت ترددت الهزّة النورية كصاعقة البعث التي لا تؤذي عدواً بقدر ماهي مجهزة لإصابات قاتلة للشعب السوري فقط دون غيره وضمن هندسة وضع قواعدها العلمية المهندسون الروس .
عاب القاصي والداني النوري ممن هم في مهنة عباس أو ممن هم خارج اختصاص الفنان وجاءت أكثرها شتامة وشتيمة من جماعة التمثيل أي من أهل الفن وكل العالم يعلم ماهية الممثل السوري من جشع وطمع وطعن لا باللسان فقط بل بوشايات القتل وهذا ديدنهم إلاّ من استبصر واستهدى طريق المهنة وأخلاقياتها ورفض أن يكون مخبراً تافهاً مقابل خدمات أمنية ومالية أو أن يحظى برعاية الأمن له .

 


كتب السوريون عن المتعاونين مع شبكات الأمن السوري وذكروا أسماءهم بحيث لم يعد هناك من قناع فكل الوجوه باتت مكشوفة ولطالما احتمت جماعة التمثيل في حضن النظام خوفاً أو طمعاً أو فلسفة كما حاول أكثر من فاشل لا علاقة له بالفكر ولم يبق على انشغالاته بالفن فحاول أن يرى في الدماء السورية مجرد بندورة فاسدة تمّ إتلافها .

 


عباس النوري لا يصنف على أنّه معارضاً للنظام ولا هوقد دخل مداخل متعددة في الحرب السورية وراهن على تحولاتها فالتزم بحدود الواقع المفروض مع ميل واضح الى سورية ما قبل الحرب مقارنة مع سورية الفلتان غير المنظم وتكاد أن لا تحسب عليه ما يجعل منه رخيصاً كما هو رخص كثير من الممثلين السوريين ربما فرادته في المشهد الفني أغناه عن وساطات الأمن لهذا تراه وأنت تسمعه في أحاديث عن الفن السوري أكثر السياسيين حكمة وحلماً ويفتخر بالتاريخ السوري القائم على الأحزاب وعلى التعدديات والحريات وعلى جماليات صنعها التاريخ وهذا ما دفعه الى القول في سياق الإدانة لما عليه سورية الآن من نهب تاريخي بأن العسكر قد قتلوا كل شيء جميل فيه وحولوا البلاد الى فرجة معيبة .


رغم ما حصل وبعد خراب دمشق ونهاية سورية مازال النظام يعتاش على القوّة وعلى استخدام العنف ولا يرضى بأيّ إدانة له حتى ولو كانت بحجم كلمة ومن حليف لا من عدو وهذا ما يؤكد صعوبة أن يكون النظام قد استفاد من تجربته لهذا يبقى الإستبداد ديدن هذا النظام حتى أنّه لا يجيد التمثيل لأن من عادة المستبدين الظرفاء أنهم يسمحون بأنواع وبأشكال من الحريات للتغطية تماماً كما كانت سورية أثناء حنكة الأسد الكبير فترك دريد لحام يقصف الأنظمة العربية ويهلهل للثورة وعندما جاءت الثورة كان أول من مسّخها وهذا ماكشف لعبته مع نظام البعث في جملة مسرحياته القومية وفي عناوين مسلسلاته اللامتناهية عن الدولة الفاسدة .
يقولون بأن سورية واجهت مؤامرة كونية وأن الأسد أسقط هذه المؤامرة التي لا حصر لأدواتها ومع ذلك هذا الهرقل العربي يخاف من عباس النوري في كلمة كانت بمثابة فلتة لسان لا أكثر .