اللافت للانتباه في هذه الأجواء، الاتّهامات المتبادلة بتعطيل الاستحقاق الانتخابي، حيث لم يخفِ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اتهامه «حزب الله» بالسعي الى تطيير الانتخابات، ويشاركه في ذلك العديد من القوى السياسية المنخرطة في الخط السيادي. حيث يتّهم الحزب وحلفاؤه بالهروب من الانتخابات خوفاً من الخسارات التي سيُمنى بها هو وفريقه. ذلك أن هدف الحزب هو احباط أي تغيير محتمل للواقع في لبنان، والابقاء على الواقع الحالي الذي يتحكّم به ويسيطر على قرار الدولة، ويبقي لبنان مرهوناً لسياساته واجندته الايرانية، وفي عزلة عن العالم، وخصوصاً عن أشقائه العرب.

 

وفي المقابل، يؤكد ثلاثي حركة «أمل» و«حزب الله» والتيار الوطني الحر على إجراء الانتخابات في موعدها، وهو ما سبق أن شَدّد عليه رئيس الجمهورية ميشال عون، وبالامس كان رئيس مجلس النواب نبيه بري واضحاً في تأكيده على إتمام هذا الاستحقاق في موعده رافضاً التمديد للمجلس النيابي الحالي ولو لدقيقة واحدة.


وشددت مصادر «الثنائي» لـ«الجمهورية» على ما سمّته «بطلان أيّ اتّهام بالتعطيل، فهذا الاتهام محض خيال ولا يستقيم مع الواقع، هدفه فقط الشحن والتوتير السياسي»، مبدية في الوقت ذاته خشيتها من أن اتهامنا بالتعطيل قد يُخفي سعياً إلى التعطيل من ذاك الفريق، بعدما تيقن أن الانتخابات ستكشف الاحجام الحقيقية لكل المكونات بعيداً عن أي مبالغات، كما انها لن تحقق له أياً من الشعارات الكبيرة التي طرحها منذ 17 تشرين الاول 2019، واستثمر فيها على أوجاع الناس».


وفي هذا السياق، اكد مرجع مسؤول لـ«الجمهورية» انه لا يعير أي كلام عن تعطيل للانتخابات أي اهتمام، وأياً كان مصدر هذا الكلام فهو كلام بلا أي معنى، وليس مبنياً على نظرة واقعية للوقائع الداخلية وخصوصاً تلك المرتبطة بالاستحقاق الانتخابي، التي تؤكد أنّ هذه الانتخابات أقوى من أي محاولة لتعطيلها من أي طرف كان، وستجري في موعدها. والحالة الوحيدة التي يمكن أن تتعطل فيها هي حدوث زلزال. وهذا ما اكدناه لكلّ السفراء والموفدين إلى لبنان، الذين قالوا إنهم يعانون تشوّشاً في الرؤية جراء تقارير يتلقونها من بعض الجهات الداخلية.

 

وردّاً على سؤال عما يحكى عن أن الانتخابات قد لا تبدل في واقع الحال النيابي الحالي شيئاً يذكر، قال المرجع: اصل المشكلة في القانون الانتخابي الحالي الذي تنعدم فيه أي خطوة في اتجاه التغيير والتطوير، وهذا لا يتم الا من خلال قانون انتخابي جديد يحقق فعلاً سلامة التمثيل. أما في حالتنا الراهنة، فبمعزل عن النتائج المحتملة لانتخابات أيار، اخشى أن أقول إنّ البعض في قرارة نفسه يتمنّى حدوث زلزال يعطل الانتخابات، لإخفاء خسارته، وليُبقي نفسه عائماً في المشهد الداخلي.