أشار رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل في تصريح له من دار الفتوى، الى أن " لقاء المفتي عبداللطيف دريان يشكل دائماً مناسبة سعيدة وهو مرجع لبناني يتمتع بضمير وطني ويتعاطى بكل المسائل الحساسة بكثير من الاعتدال والانفتاح"، لافتا الى "اننا نكن احتراماً كبيراً للدور الذي تلعبه دار الفتوى مع كل التضحيات التي قدّمتها من شهداء دفاعاً عن لبنان وتمسكاً بهذا الكيان والهوية اللبنانية التي نعتبرها اليوم بخطر".

وتابع الجميل :"يهمنا في هذا الظرف الدقيق ان نسمع من المفتي وجهة نظره وان نطّلع على توجهات دار الفتوى بعد خطوة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، والكل يعلم انه كان هناك اختلاف اساسي معه بالنهج السياسي والتسويات التي حصلت في الفترة الاخيرة وفي آخر كلمة له اعترف انها كانت خاطئة".

واعتبر انه "رغم كل الاختلافات مع الحريري في السنوات الاخيرة، ومنذ التسوية الرئاسية تحديداً، لكن الاعتدال الذي جسّده تيار المستقبل منذ ايام الرئيس رفيق الحريري حتى اليوم هو حاجة اساسية للبلد، ولا شك ان هذا الاعتدال انعكس ايجابا على بناء الهوية اللبنانية والانتماء والمواطنة"، مؤكدا ان "نبذ العنف الذي اعتمده كل من تيار المستقبل والحريري نقطة اساسية بالنسبة لنا وهذه الامور الايجابية يجب البناء عليها والاستمرار بالتشديد عليها ووجودنا في دار الفتوى هو للتأكيد على هذه النقاط".

ورأى الجميل أن "ما تبقى من قيادات صف اول في البلد، للاسف الخلفيات الميليشياوية تطغى في ادائهم وطريقة ممارستهم الحياة السياسية من ممارسة العنف الى مخالفة الدستور والقوانين والتعاطي بخفة مع حياة الناس والفقر والقهر".

وشدد على أن "بعض القيادات على استعداد دائم للمساومة على حساب البلد وسيادته واستقلاله وتسليم قرار البلد الى الميليشيا التي اصبحت امرا واقعا اكثر واكثر يُفرض على جميع اللبنانيين"، مشيرا الى أن "الوضع حساس جداً ومن واجبنا زيارة دار الفتوى كي نقول للبنانيين عموماً ولمحبي الحريري خصوصاً الذين اصيبوا بدرجة من الاحباط والتساؤلات، ان في هذا البلد الإحباط ممنوع وقضيتنا لبنان اولاً وان نبني البلد للاجيال المقبلة، ان نحرّر قراره ونستعيد ديمقراطيته وهذه المعركة يجب ان تكمل رغم كل الظروف".

واضاف :"لا يمكن لاي احد ادعاء الوصاية على اي شارع فكل مواطن حرّ في قراره، وكل مواطن لبناني لديه طموحات وامال ببناء لبنان جديد، وكل شخص سيعبّر عن رأيه بحرية".

ورأى الجميل أن "المبادرة العربية التي اطلقت من قبل وزير خارجية الكويت اساسية وايجابية ونستغرب تعاطي الحكومة اللبنانية بخفة مع هذه المبادرة التي لديها مهلة حتى 29 كانون الثاني اي يومين ولم تطرح بعد في مجلس الوزراء ولا تم الحديث عن كيفية تعاطي الدولة مع هذه المبادرة".