ثمة مشتركات كثيرة تجمع بين حزب الدعوة الحاكم في العراق وجماعة الاخوان المسلمين الحاكمة في مصر رغم منحاهما الطائفي واتصالهما ببيئتين مختلفتين على ضؤ الانقسام التاريخي الذي شقَ الأمة الى ملل ونحل ومذاهب وأحزاب وفرق متعددة كلَ فرقة تتدَعي أنها الفئة الناجية من نار جهنم .
أولى المشتركات بين الدعوتين العراقية والمصرية تاريخية كلَ من حزب الدعوة-الشيعي-و جماعة الاخوان المسلمين- السنية - كجهتين حزبيتين مؤسستين للاسلام السياسي واعتمادهما على الدعوة لأسلمة السلطة والمجتمع وحيازتهما للنخب "المثقفة" والمتعلمة والمتفقهة في جسميَ المذهبين السني بالنسبة للاخوان والشيعي بالنسبة للدعوة وتخليهما عن استخدام العنف لترويض الشعوب العربية والوصول بوسائله الى السلطة خاصة في مرحلة الدعوة التي تتطلب تأهيل المجتمعات عن طريق الوعظ الديني .
أكثر المتدينين السنة كانوا من الاخوان كما كان أكثر المتدينين الشيعة من حزب الدعوة وسيطرت الجهتين على الشارعين الاسلاميين في مهدَي ولادتهما ان في مصر أو في العراق خصوصاً وفي أكثر العالم الاسلامي عموماً من خلال أفكارهما التي غزت الاسلام السائد أو مايسمى بالاسلام الرسمي.
لا يمكن حصر المشترك الاخواني والدعوتي في اتجاهات محددة لأن القاسم بينهما يطال الأصول والفروع بدءًا من النشأة ومروراً بالمراحل التاريخية ووصولاً الى الظروف الاستثنائية والمؤدية الى وصوليَهما الى السلطة في سلَة حظوظ واحدة .
مايهمنا هنا هو تأكيد التشابه بينهما في ممارسة السلطة وتداعيات "أخونة " مصر و"دعونة" العراق وتأزَم تجربتهما واستفحالها بطريقة أفضت الى انقسام حادَ داخل العملية السياسية المستجدة على واقع كلَ من مصر والعراق .
حتى الساعة لم يُحسن مرسي استخدام السلطة وتتسع مساحة الاعتراض على جكم الاخوان بطريقة تشير الى صعوبة بقاء الاخوان في رئاسة السلطة مع تحول الاضطرابات في الشارع المصري الى أشكال أخرى ليست ببعيدة عن العنف المؤثر بمستقبل مصر السياسي.
وحتى اللحظة تتزايد دعوات اخراج دعوة المالكي من الحكم نتيجة اخفاقه في ادارة العملية السياسية وبشكل درامي ومشابه للوضع المصري اذا أنَ المصريين في واد والاخوان في واد آخر تماماً كالواد الذي يسلكه المالكي مع حزبه والبعيد عن واد عراقيين كثرين .
يتهم مرسي مخالفيه بالعمالة لصالح دول عربية وغربية ويصف المعترضين بالارهابين كما يفعل تماماً المالكي بمعارضية فتهمة الارهاب التي أدينوا بها في يوم من أيَام الجهادَ ضدَ صدَام وحكَام مصر هاهم اليوم يتهمون بها المخالفين لسياسات كلَ من حزب الدعوة في العراق وجماعة الاخوان المسلمين في مصر .