دفعت المخابرات المصرية الشعب إلى دفع الرئيس عبد الناصرعن استقالته من رئاسة الجمهورية وكان ما هو مقدر إذ زحف المصريون جميعاً لردع عبد الناصر وقد هتفت له الجماهير العربية رغم خسارته أمام العدوان الثلاثي فشمخت قامته أكثر مع الهزيمة وبات زعيماً أوسطياً و إفريقياً بدون منازع ومن بعده انتفت شخصيات من قامة عبد الناصر وسيطرت على العرب والمسلمين شخصيات  تسعى لصعود سُلُم ناصر علّها تصل إلى من استفرد بحقبة تاريخية شهدت نهضة قومية ثورية تحررية انتهت بنهاية عبد الناصر .

 


يبدو أن هناك من حكى لسعد الحريري قصّة تنحي عبد الناصر ودفعه إلى التنحي كي تتحرّك عواطف طائفة باتت مهجوسة بمخاوف كثيرة بعد أن شعرت بغُبن وهّن من عظامها وباتت أسيرة ضعف جعلها مأكولة من داخلها ومن خارجها في ظل انعدام الفرص الجيدة لتحسين دورها وموقعها في بلد لا مكان فيه للطائفة الضعيفة .

 


حتى اللحظة خرجت عواطف كانت مكبوتة تجاه الرئيس سعد الحريري بعد إقراره بسوء التسويات التي اتخذها ولم تكن لصالحه وباتت إشاعات الشارع تتسارع للتعبير عن غضب تيّار بات من الضروري أن يستقيل أيضاً من الحياة السياسية لإفتقاده لشروط التيّار السياسي من خلال بنية تنظيمية مخرومة في مصادراتها العائلية وفي مضمونها الإنتهازي وهذا ما جعل من مشروع رفيق الحريري مجرد كرسي في وزارة .

 


لا شك بأن معطيات الرئيس سعد الحريري كثيرة لاحتسابه الحصة السنية منقوصة وغير كاملة وهذا ما لا يجعله شريكاً قوياً إضافة إلى افتقارة المالي وهو الناخب الأساسي في الإستحقاق النيابي كما أن ممره التحالفي الوحيد هو مع أعداء المملكة العربية وهذا " ريسك " لا يقدر عليه كما أن ترشّحاً دون مباركة ملكية تحديداً تزيد من واقع الخصومة مع ولي العهد السعودي كما أن ترشّح الحريري بهاء سينشر غسيل العائلة على سطوح بيروت كما أن قانون الإنتخاب سيفصّل على قياس باسيل مما يجعل سعد الحريري شاهداً كعادته على مصادرة الحكومة من قبل التيّار البرتقالي الذي يسعى إلى بيعة جديدة وليس بمقدور الحريري تحمّل تبعات ونتائج البيعة الثانية .

 


ربما خروج سعد الحريري من المعادلة القائمة ستمنحه فرصة جديدة بعيد انتهاء حاكمية السلطة القائمة لإفتقارها للحلول ورهانها على أعدائها كي ينشلونها من جحيم فسادها وإمعانها في المعالجات القاتلة بحيث تنشر فيروسات الفقر كما تبشر الموازنة الجديدة لحكومة متفرغة لنشرات تسعيرات الدولار و النفط ومشتقاته و أحوال الطقس في ظل ازدهار تجارة التجّار فيها .

 


بدا الحريري محنّاً لسلطة بكاها بكاء النساء ولم يحافظ عليها محافظة الرجال كما قيل لآخر ملوك الأندلس وهذا شعور الخاسرين ولا إمكانية بعد لمعاودة الخسارة من جديد لعلّ الفرصة سانحة لقيادات تتمكّن من قيادة مرحلة في طائفة باتت محتاجة فيه لأشخاص لا تلهيهم تجارة أو بيع عن ذكر الناس والسؤال عنهم بتخفيف ألامهم و أوجاعهم ورفع سقوف من الحرمان عنهم  من عكّار إلى شبعا مادامت الطائفية هي ديانة اللبنانيين ولا من يريد الكفر بديانة أوصلت البلاد و العبادة الى حتوف ونهايات تبدو فيها جهنم الحالية ليست بآخر إبداعاتها .