لم يستطع النائب محمد رعد توجيه البوصلة إلى مكان آخر وباتت الإتجاهات معروفة فالكل في هذه المنظومة مسؤولون والجميع مسؤولون أمام حقوق الناس ومصالح الناس ولا يمكن لأي أحد أن يختبيء من المحاسبة ووعي الناس اكثر بكثير مما كان عليه في 2018.
 

سأل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، خلال احتفال تكريمي للتعبئة التربوية لـ"حزب الله" في كفرحتى: "لماذا يستخفون بحقوق الناس؟ لماذا لا يراعون مصالح الناس؟ هؤلاء الذين يحكمون البلاد، لماذا يمارسون الظلم؟ لان الله ليس في قلوبهم. فالذي يجعل الله في قلبه يجب أن يحسن علاقته بالناس ويعمل لصلاحهم".

 

 

هذا التصريح كنا لنصدّقه لو أن حزب الله حزبا معارضاً، ولو أن حزب الله خارج هذه المنظومة التي تحكم البلاد منذ ثلاثين عاماً حيث استطاع الحزب  أن يكون الركيزة الأساسية في الأمر والنهي، كما استطاع أن يحدد مسار العهد منذ العام 2016 وقبل ذلك عطل البلد لعامين متتاليين لفرض الرئيس ميشال عون، وقبل ذلك حكم اللبنانيين ومؤسسات الدولة بناءً لتحالفه مع التيار الوطني الحر، هذا التحالف الذي لم يفد الدولة والكيان اللبناني بأي شيء بل سعى ويسعى لتثبيت المصالح الحزبية والأولويات الحزبية لكلا الطرفين على حساب الدولة والجمهورية باعتماد سياسة الحصص والمغانم والمحسوبيات والسمسرات في الوزارات والتعيينات والتشكيلات بمختلف أنواعها، وقد غطى الحزب هذا الجشع السياسي لحليفه إلى أقصى الحدود، فضاعت الدولة في زواريب هذه التحالفات ودخل لبنان في المرحلة الأسوأ بتاريخه في ظل هذه المنظمومة كلها التي كرّستها هذه السياسات عن عمدٍ وقصد.

 

 

حزب الله شريك بالقول والفعل في الحكم والسلطة، والعصابة معروفة، ومكامن الخلل معروفة وموصوفة وعلى عين الحزب وأجهزته وإن من يستخف بحقوق الناس هم الشركاء والحلفاء سواء في الحكومة أو في مجلس النواب أو في التحالفات الاخرى بمسمى الثنائي الشيعي (الوطني) أو تحالف مار مخايل.

 

 

وبناء عليه لماذا يريد النائب محمد رعد الإستخفاف بعقول الناس والهروب إلى الأمام؟ ويعرف القاصي والداني أن الحزب كان وما زال ليس حليفا فقط بل راعيا وحاميا لكل هذه المنظومة.

 

 

أسئلة النائب محمد رعد أسئلة مشروعة لدى كل اللبنانيين  الموجوعين والمسحوقين وهي تتوجه كل يوم لحزب الله قبل غيره وليُجب النائب محمد رعد على هذه الأسئلة كواحد من المسؤولين فلم يعد يمكنه التنصل من المسؤوليات.

 

 

لعل حزب الله اليوم يريد أن يتنصل من مسؤولياته ونحن على أعتاب انتخابات نيابية في مرحلة دقيقة وحساسة فهل يستطيع حزب الله الهروب من نقمة الناس في البيئة الشيعية أو خارجها؟ هل يستطيع حزب الله أن يصارح الناس بفشله في معالجة القضايا الحياتية والمعيشية أم يجب أن يختبيء دائما وراء مصطلحات الحصار والصبر والبصيرة وهي مصطلحات وشعارات أصبحت منبوذة شعبيا؟

 

 

هل يستطيع حزب الله أن يترك الناس لخياراتها السياسية وأن يخوض معركة إنتخابية نظيفة دون دون ابتزاز واستقطاب ودون تلك الشعارات؟ 

 

 

لقد نجح حزب الله في الحرب وسقط في السلم ولم يعد شعار الانتصارات سوى مهزلة أمام وجع الناس وجوع الناس وأمام مشاهد الفقر والبرد والإنهيار المعيشي والاجتماعي.

 

 

لم يستطع النائب محمد رعد توجيه البوصلة إلى مكان آخر وباتت الإتجاهات معروفة فالكل في هذه المنظومة مسؤولون والجميع مسؤولون أمام حقوق الناس ومصالح الناس ولا يمكن لأي أحد أن يختبيء من المحاسبة ووعي الناس اكثر بكثير مما كان عليه في 2018.