منذ ثلاثة أيام دعا السيد محمد عبيد( قيادي سابق في حركة أمل) قادة حزب الله للتواضع والإعتدال، وتحكيم العقل والمزيد من الواقعية، وإعطاء الوضع الداخلي المُزري المزيد من الإهتمام لمعالجة الأزمات الاقتصادية والمالية والسياسية والمعيشية والحياتية التي تعانيها البلاد هذه الأيام، وبالأمس لاقاهُ السيد قاسم قصير( صحافي مُوالٍ لتيار المقاومة والممانعة)، فدعا قادة حزب الله إلى ما سبق ودعاهم إليه السيد عبيد، وبالطبع يُلاقي السيدين عبيد وقصير نفرٌ عزيزٌ من أهل المقاومة والممانعة ومُعارضيهم، ولكن هيهات هيهات، فها هو النائب محمد رعد يلتقي رئيس الجمهورية اليوم، بادي الإنشراح، طلق المُحيّا، بسّام الثغر، على خلاف عادته من العبوس والتّجهم، ليُؤيّد دعوة رئيس الجمهورية للحوار، و يُعلن بأنّ حزبه المدجج بالسلاح والمقاتلين والثوار، على استعدادٍ للحوار مع الشركاء في الوطن "المسالمين"، ويعترف النائب رعد بضرورة الحوار في "وقت الضِّيق والشّدة"، وهذا الاعتراف يفتح باب النقاش والحوار حول تعطيل عمل مجلس الوزراء منذ أكثر من شهرين متتاليين، ألا يُعتبر في أوقات الشدة والضيق، انتظام عمل الحكومة أكثر من ضروري ومُلحّ، فضلاً عن كونه واجباً وطنيّاً ودينيّاً ياحاج محمد، ألا يستدعي تدهور سعر الليرة اللبنانية المأساويّ اجتماع الحكومة؟، أم أنّ العناد والعجرفة والإستكبار، واحتقار المواطنين الصابرين الغافلين هي الأولى والأفضل، ويل أمّكم، لقد أفسدتم الحرث والنسل، ونشرتم الفقر والبطالة والجوع والحرمان والإذلال والخوف، والأنكى من كل ذلك أن النائب محمد رعد يجزم في تصريحه من على منبر قصر بعبدا، بأنّه مع إخوانه في حزب الله، هم أسياد البلد، وهم الذين سيبقون فيه، بعد أن يذهب الباقون خارجه، ولتذهب دعوات التّحلّي بالحكمة والموعظة الحسنة والعقلانية والواقعية، التي يُطلقها غيورٌ من هنا، أو حريصٌ من هناك  إلى غير رجعة، فالنائب رعد وعُصبتُهُ يتقاضون أجورهم بالدولار الأمريكي، والدولار بحمد الله تعالى وفضله، في أعلى علّيّين.