لسنا قاسم ولن نكون، نحن لبنانيون بكل ما أوتينا من قوة وإصرار، نحن لبنانيون بعيدا عن كل سياسات العناد والتهور وبعيدا عن كل الخيارات الخاطئة وبعيدا عن كل المحاور المدمرة.
 

نحن اللبنانيون نفخر بهويتنا ولبنانيتنا، نفخر بانتمائنا العربي، وعمقنا العربي، وتاريخنا العربي، نحن لبنان، لبنان الذي نريده عربيّ الإنتماء كمان كان وكما سيعود.

 

 

وإن كنّا اليوم ما نحن عليه من مآسي وانهيارات وكوارث فلأننا لم نكن أمناء على هويتنا وإنتمائنا وعمقنا، ولأننا تخلينا عن صداقاتنا وأخوّتنا العربية، فذهبنا أو ذهب بعضنا إلى الإرتهان لخيارات ومحاور وسياسات خارج السياق الوطني وخارج المصلحة الوطنية، فكان هذا الإرتهان وهذه الخيارات  سببا فيما نحن فيه اليوم، وسببا في انكسارنا وكارثتنا وتلك هي ضريبة التخلي عن الإنتماء للوطن والهوية والدولة.

 

 

لن  نكون نحن اللبنانيون لا "قاسم" ولا غيره من الأسماء ما كان منها خارج حدودنا وخارج وطنيتنا وخارج مصلحتنا، ولن نكون على صورة الخطابات الممهورة بالتوقيع الإيراني، والمعدّة سلفا للدفاع عن إيران وأطماعها وسياساتها في الوطن العربي وفي لبنان والحال هذه تنطبق على أي خطاب آخر خارج سياقه الوطني وخارج مقتضيات المصلحة الوطنية العليا.

 

 

اتّسم خطاب الأمس للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالمزيد من الإنتهاكات لقرارات الدولة والجمهورية اللبنانية، وبالمزيد من مصادرة الخيار الوطني والمصلحة الوطنية وكأنما هي طريقة استيلاء متعمّدة  على قرارات الشرعية اللبنانية وديبلوماسية الدولة، وكأنما ديبلوماسية لبنان قد باتت  تدار في الضاحية الجنوبية دون أي اعتبار لمصالح الدولة اللبنانية وامتداتها العربية ومصالحها الوطنية خصوصا في ظل الأزمة الراهنة. 

 

 

ليصنف حزب الله من يشاء  وفقا لتوجاته وخياراته، ولكن أن يزجّ لبنان كله في أتون الصراعات الإقليمية والدولية وفي أتون الخيارات الإيرانية فهذا لعمري انتهاك فاضح وواضح لكل الشعب اللبناني فضلا عن انتهاك الدولة وسيادة الدولة.

 

 

إن الموقف من المملكة العربية السعودية هو موقف يخص حزب الله وحده وهو ينطلق أولا وآخرا من نسيج الموقف الإيراني وبالتالي فإن تصوير هذا الموقف على أنه موقف لبنان واللبنانيين هو اعتداء على لبنان واللبنانيين، وإن الذهاب إلى الحديث عن اللبنانيين المقيمين في المملكة العربية السعودية ودول الخليج هو إساءة جديدة، وإن كان هؤلاء رهائن بلغة الخطاب فإن كل اللبنانيين هم رهائن أيضا للخيارات والسياسات الخاطئة بحسب لغة الخطاب نفسه وكلنا يعلم والسيد نصر الله يعلم بحال لبنانيي الإمارات وما هو مصيرهم اليوم في لبنان فهل يريد السيد مصيرا مماثلا لكل اللبنانيين كرمى لعيون ولاية الفقيه؟!

 

 

لسنا قاسم ولن نكون، نحن لبنانيون بكل ما أوتينا من قوة وإصرار، نحن لبنانيون بعيدا عن كل سياسات العناد والتهور وبعيدا عن كل الخيارات الخاطئة وبعيدا عن كل المحاور المدمرة.