بعد لا تصويت المجلس الدستوري، كان من المفترض ان يكون المهزوم الاول هو صاحب المبدارة ومفبرك الصفقة وهو هنا حزب الله طبعا كما تؤكد كل المصادر المطلعة على تفاصيل الصفقة، الا ان الملفت بالموضوع أن ردة فعل الحزب على سقوط هذه الصفعة كانت باردة جدا لدرجة اللا مبالاة وكأن شيئا لم يكن، تاركا بذلك المسرح لجبران باسيل لعله يستطيع سرقة الاضواء، فاذا كان خروج الميقاتي غاضبا من عند الرئيس بري هو مسرحية مش ظابطة كما وصفها باسيل،،،، فأن مسرحية الحلف الرباعي ومسرحية هجوم المنظومة عليه هي مسرحية اكثر من سخيفة .
 

بعد حادثة الطيونة الاليمة ، والتي افضت بنتائجها الى تتويج رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع زعيما اكبر على الساحة المسيحية، بعكس ما كان يتأمل حزب الله ويسعى من خلالها، ( بالمناسبة وين صار التحقيق)، فبدلا من ان "يُزرك" جعجع بالزاوية ويقدم على انه "مجرم" و "قاتل" يجب جره الى المحاكمة، تحول فجأة الى حامي الحمى والزعيم المسيحي الاول المدافع عن المناطق المسيحية في وجه سلاح الميليشات المتفلتة والى كاسر لهيبة رعاع "الشيعة شيعة شيعة" .

 

 

ولأن الخلاف مع حزب الله فضلا عن الصدام معه تحول الى رافعة اساسية لشد عصب الشارع المسيحي انتخابيا، كان لا بد من افتعال "عين رمانة" جديدة ولكن هذه المرة تكون لصالح الحليف جبران باسيل، فكانت "واقعة (" المجلس الدستوري وهجوم جبران باسيل على اثرها على الثنائي الشيعي ومعهم ما اسماه بالحلف الرباعي الجديد كمحاولة منه لإحياء مظلومية عمه والتسلق مرة ثانية عليها.

 


 
المؤكد أن وضع جبران باسيل الانتخابي لا يحسد عليه، فكل الاستطلاعات تتحدث عن تراجع كبير في شعبية التيار لدرجة التشكيك بعودة باسيل شخصيا الى الندوة البرلمانية مرة جديدة في حال ترشحة بدائرة البترون، وعليه فأمام الحزب واحد من خيارين 


أما تطير الانتخابات أصلا وهذا الامر له ما له من تداعيات محلية ودولية، في ظل ضغوط خارجية ضخمة لحصولها بحيث لا يستطيع اي من الاطراف تحمل اوزار إلغائها، وإما العمل على تلميع صورة جبران باسيل وتقديمه كضحية لهجوم " احزاب السلطة " التي لم نعد نعرف مكوناتها فكل مكون من مكوناتها ينادي بمحاربة والتصدي "لاحزاب السلطة" .

 

 

أعتقد أن الحزب ( صاحب الصفقة )، قرر حاليا رفع منسوب حظوظ حليفه باسيل وإعطائه هامشا من المساحة يحتاجها في مرحلة ما قبل الانتخابات، ولا مانع عند الحزب أن يمارس حلفائه بالعلن وبالاعلام اقصى درجات الخصومة الوهمية معه( ولو وصل الامر بالتهجم على السلاح وهذا ما سوف نشهده من اشاوسة التيار من الآن حتى الانتخابات )، طالما انها تخدم مصالحه، وهذا الامر ليس جديدا على سياسات الحزب التكتيكية فقد خبرها جيدا مع سعد الحريري من قبل ومع كثير من الشخصيات المحسوبة بالعلن انها في خانة الخصوم بينما في واقع الحال هم اولياء رحماء معه وعنده.

 

 

بعد "لا تصويت" المجلس الدستوري، كان من المفترض ان يكون المهزوم الاول هو صاحب المبدارة ومفبرك الصفقة وهو هنا حزب الله طبعا كما تؤكد كل المصادر المطلعة على تفاصيل الصفقة، الا ان الملفت بالموضوع أن ردة فعل الحزب على سقوط هذه " الصفعة " كانت باردة جدا لدرجة اللا مبالاة وكأن شيئا لم يكن، تاركا بذلك المسرح لجبران باسيل لعله يستطيع سرقة الاضواء، فاذا كان خروج الميقاتي غاضبا من عند الرئيس بري هو مسرحية "مش ظابطة" كما وصفها باسيل،،،، فأن مسرحية "الحلف الرباعي" ومسرحية " هجوم المنظومة " عليه هي مسرحية اكثر من سخيفة .