أُصيبَ تيار المقاومة والممانعة في لبنان منذ مُدّة طويلة بمرضٍ عُضال، ويظهر في تحويل الهزائم والإنكسارات والإنهيارات التي حلّت بلبنان، حتى شارف على الهلاك المحتوم، إلى انتصاراتٍ وهمية، ويبدو أنّ الوزير السابق جبران باسيل(رئيس التيار الوطني الحر) أصابتهُ عدوى هذا المرض، فبعد الإصرار على الإحتفال بذكرى الثالث عشر من تشرين الأول كل عام، على الإنتصار العظيم الذي حقّقه الجنرال عون في ١٣ تشرين الأول عام ١٩٨٩،عندما فرّ من القصر الجمهوري إلى السفارة الفرنسية ومنها لاجئاً إلى فرنسا، تاركاً البلد المنكوب في قبضة الوصاية السورية على لبنان، وبعد ذلك عمد باسيل إلى تقديم اتفاق مارمخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي سلّم البلد لحزب الله تحت الوصاية الإيرانية، على أنّه إنجازٌ عظيم في تاريخ لبنان والتيار الوطني الحر، في حين أنّ خيباته ونتائجه المهولة تمخّضت في السنوات الأخيرة عن الإنهيار الشامل الذي ضرب كافة المستويات السياسية والأمنية والإجتماعية، وعندما وقعت على جبران باسيل العقوبات الاقتصادية الأميركية منذ حوالي عام، اعتبرها  وسامَ فخرٍ على صدره، لأنّه وفى بصداقته مع حزب الله، واليوم عندما طالتهُ نكسة عدم قبول الطعن بالتعديلات التي أدخلها مجلس النواب في الفترة الأخيرة على قانون الانتخابات، خرج بالأمس على المواطنين ليتباهى بأنّه لم يرضخ لتمرير صفقة "قبع" القضاة الممانعين لهيمنة حزب الله مقابل الطعن بتعديلاتٍ في قانون الإنتخابات، مع أنّ القاصي والداني يعلم أن باسيل كان من أبرز مهندسي تلك الصفقة.

 


كان قائد ثورة الزّنج يخاطب قومه بقوله: إنّكم أُعِنتُم بقُبح منظر، فاشفعوه ( أي فأتبِعوهُ) بقًبح مَخْبَر، اجعلوا كلّ عامرٍ قفراً، وكلّ بيتٍ قبراً.


وُلد عندنا في لبنان قائد زنجٍ مقدام إسمه جبران باسيل.