هنا لا خوف على الحزب والحركة من السقوط لأسباب معروفة ولكن خوف الحزب يكمن على حلفائه وخاصة على التيّار الوطني الحرّ الذي يعتبره بمثابة خشبة الخلاص له داخلياً وخارجياً بعد وثوقه من ضعف جبران باسيل وأن سلطة العهد لن تتمكّن من توفير الكتلة الحالية وأن الإنتقاص منها أمر حتمي مهما فعلوا في السرّ والعلن لبقاء التمثيل المسيحي محصوراً بالتيّار الحرّ .
 

حرص حزب الله على تأكيد الإنتخابات في موعدها كرد مباشر على القائلين بخوف الحزب منها خشية الإنتقاص من حجمه النيابي بعد جملة مواقف زادت من بُعد اللبنانيين عنه ومن اتخاذهم لمواقف مباشرة ضدّه . وجدّد ذلك في مواقف متكررة كتحد للداخل والخارج معاً في ثباته على موقفه من الإستحقاق النيابي في موعده دون التعطيل أو التجاوب مع المهتمين بسياسة التعطيل لإستحقاق سيأكل من أحجام الكتل الكبيرة ومن الأكثرية النيابية القائمة والمتحكمة بكل شيء .

 


بغض النظرعن طبيعة التحدي السلبي والذي عبّرت عنه قيادات في الحزب أثارت فيه زوابع في صناديق الأصوات النيابية بتحد يشبه التحديات العسكرية للعدو . تبدو المواقف محقّة في عنتريتها المعلنة كون الثنائي الشيعي خارج دائرة المنافسة لعدم توفّر المنافسين وخاصة في الجنوب ودوائر بيروت ويبقى البقاع وحده يحمل إمكانية البدء بالتغيير اذا ما تمكّن المنافسون من استقطاب طموحاتهم والتعاطي معها كمشروع لا كحالات شخصية تسعى لكسب سمعة أوالحصول على منصب .

 


هذا الإطمئنان المتوفّر عند الثنائي الشيعي سيكون ملغوماً وإمكانية أن يحدث إنفجارات ما ستكون متوفرة اذا ما فرض الثنائي لائحة مجددة لنفس الأشخاص الذين غابوا غيبة أهل الكهف طيلة المحنة و الأزمة الإقتصادية وتواروا خلف حجبهم وحجّابهم ومتعهم وسرُرهم وأساورهم وأسوارهم بحيث لم تعد تعرف صورهم بعد إن احتجبوا خلف قصورهم .

 


حتى الآن لا تهتم القيادات الشيعية بما يراه الناس بخصوص ممثليهم فهذا الأمر غير متروك لهم وكل ما عليهم تأديته هو وضع اللائحة في الصندوقة وحتى الآن تبدو الأكثرية المؤيدة ملتزمة بما تراه وتشخصه لهم القيادة الحكيمة ولكن ثمّة تذمّر بدا واضحاً لدى كثرة ترفض فرض مرشحين دائمين عليها ممن لا طعم لهم ولا لون ولا رائحة وهم الأغلبية المعتمدة من قبل من يستشرفون المستقبل البعيد البعيد بحيث يقصر نظر العامة عن رؤيته وهي ستؤكد ذلك من خلال عدم التصويت أو من خلال التشطيب بحيث يتضح من جهة تدني نسبة المشاركة في العملية الإنتخابية ومن جهة نسبة تدني أصوات المرشحين من جماعات عشرة عبيد صغار .

 


هنا لا خوف على الحزب والحركة من السقوط لأسباب معروفة ولكن خوف الحزب يكمن على حلفائه وخاصة على التيّار الوطني الحرّ الذي يعتبره بمثابة خشبة الخلاص له داخلياً وخارجياً بعد وثوقه من ضعف جبران باسيل وأن سلطة العهد لن تتمكّن من توفير الكتلة الحالية وأن الإنتقاص منها أمر حتمي مهما فعلوا في السرّ والعلن لبقاء التمثيل المسيحي محصوراً بالتيّار الحرّ .

 


كما أن خوف الحزب يكمن أيضاً في الساحة السنية اذ أن تيّار المستقبل الحليف المقنّع حاله كحال التيار الوطني وثمّة مفاجاءت سنية قد تكون خارج حسبان "مستقبل " الحزب وهذا ما سيكرس إنقساما ً سياسياً أسوأ مما كانت عليه البلاد سنوات 8 و14 آذار وهذا ما سيعطل البلاد مجدداً باسم الأكثرية والميثاقية وتفسيرات الطائف وطبيعة الواقع والظروف والمستجدات والضرورات والمحظورات إن لم تشهد نتائج الإنتخابات طعوناً في الشارع على طريقة نشر الخيم وسط بيروت .