اذا كانت ايران الشاه تسمى شرطي الخليج، ودورها المناط بها اميركيا في تلك الحقبة هو الحد من الاندفاعة العربية والخليجية بدعم القضية الفلسطينة ومد الشعب الفلسطيني بالمال والعتاد، فأن ايران الخمينية تلعب هذه المرة ما هو أخطر من ذلك بكثير ( عن قصد او غير قصد )، إذ تساهم بفضل عدائها المفرط للعرب بتحولها الى العدو الاول لتصبح بذلك اسرائيل الى ولي حميم . فهل هذا الدور الذي ارادته ايران لفنسها، لا أظن .
 

بالسياق الطبيعي، ووفق المسميات التي تطلقها الجمهورية الاسلامية الايرانية على نفسها، كان من المفترض ان نشهد وفدا ايرانيا مفاوضا يجلس على طاولة قمة دول الخليج التي عقدت بالامس في الرياض، وان تكون المباحثات المباشرة والاخوية بينها وبين الدول العربية والاسلامية لحل كل الخلافات والنزاعات وإن تكون المصالحة والتوادد والتراحم بينها وبين الدول العربية هي السائدة، والسعي الدؤوب للوصول الى اتفاقات تفرضها المصلحة المشتركة أولا والأهم ما يفرضه إسلامها الذي تتغنى به،

 


لكن وبكل أسف، نرى الصورة معكوسة تماما، فإيران المتشددة مع العرب والدول الاسلامية نراها رحيمة ودودة في فيينا تسعى جاهدة للوصول الى اتفاق مع "الشياطين" على أحجامها الكبرى والصغرى والوسطى، بالوقت الذي نشهد صواريخها تنطلق من اليمن لتصيب به المدن والمدنيين في أبها والرياض وجيزان، بمعنى آخر فإن سلوك ايران هو على العكس تماما لمضمون الاية الكريمة "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" 
نجحت ايران وبجدارة أن تحول نفسها الى العدو رقم واحد للدول العربية والخليجية تحديدا، وهذا ما دفع بتلك الدول للذهاب نحو اسرائيل والتطبيع معها وبالتالي تعزيز دور اسرائيل بالمنطقة، كل ذلك على امل الحد من الخطر الايراني المحدق بها من خلال تدخلاتها في الشؤون الداخلية لهذه الدول، وهنا السؤال يطرح نفسه : متى ستدرك ايران بأنها تخدم بسياساتها المصالح الغربية والاسرائيلية في المنطقة ؟
 


فاذا كانت ايران الشاه تسمى شرطي الخليج، ودورها المناط بها اميركيا في تلك الحقبة هو الحد من الاندفاعة العربية والخليجية بدعم القضية الفلسطينة ومد الشعب الفلسطيني بالمال والعتاد، فإن ايران الخمينية تلعب هذه المرة ما هو أخطر من ذلك بكثير ( عن قصد او غير قصد )، إذ تساهم بفضل عدائها المفرط للعرب بتحولها الى العدو الاول لتصبح بذلك اسرائيل الى ولي حميم . فهل هذا الدور الذي ارادته ايران لنفسها، لا أظن .