هل سوف نشهد في لبنان تلميع لصورة هاشم صفي الدين على حساب بداية ضمور لبريق صورة نصرالله .
 

واهم من يعتبر بأن الايراني يمكن أن يضحي بمصالحه كرمى لعيون صديق أو حليف أو حتى تابع، فالايراني وعلى مر التاريخ هو رب البراغماتية وتقديم مصالحه ومصالح نظامه والتضحية ليس فقط بالحلفاء وانما بالقيم والمفاهيم والمبادىء اذا اقتضى الامر، والامثلة على ذلك كثيرة، بدء من اذربيجان مرورا بالتقاتل الداخلي بين امل وحزب الله ووصولا الى العراق وتخليهم عن رجلهم الاول نوري المالكي.

مناسبة هذا الحديث الآن، هو التحولات الكبرى والمتسارعة التي نشهدها على الساحة الدولية، فانسداد الافق وما يتسرب من فشل المباحثات في فيينا، ووقوف العالم الآن امام مفترقات جدية بين الوصول الى اتفاق نووي جديد مع ايران وإما الذهاب الى حرب قد تبدأ بها اسرائيل وتجر معها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وهذا ما لن يسمح النظام الايراني بالوصول اليه.
 
صحيح أن التهديدات الاسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية لايران ومفاعلها النووية ليست بالامر الجديد، وهو اي التهديد قد رافق المحادثات منذ انطلاقتها وحتى الى ما بعد التوصل للاتفاق الذي ابرمه اوباما مع ايران، الا ان جدية عملانية ملموسة نشهدها في هذه المرحلة ومتغيرات ضخمة طرأت على المشهد الدولي ليس اقلها التحول الكبير في الموقف العربي، بحيث تحول مطلب ضرب ايران عسكريا هو مطلب عربي ايضا، هذا فضلا عن المناورات العسكرية التي تجريها اسرائيل بهذا الخصوص ناهيك عن الازمات الاقتصادية الضخمة التي تعاني منها ايران بفضل استمرار العقوبات.
 
أعتقد ان النظام الايراني يدرك بأن خطوات خطيرة ومصيرية يتحتم عليه اتخاذها كبادرة حسن نية اتجاه الغرب من اجل درء الضربة المتوقعة، ووصولا الى ابرام اتفاق نووي جديد يحفظ الحد الادنى لماء وجه النظام في الداخل الايراني 
واحدة من هذه الخطوات التراجعية بعد حل موضوع اليمن وإجبار الحوثي بالقبول بالحل السياسي تحت وطأة الضربات العسكرية والتقهقر الميداني الذي لا استبعد ان يكون النظام الايراني مساهما فيه بطريقة او بأخرى، هي التخلي عن ورقة نصر الله في لبنان، إن من خلال إزاحته عن موقع الامانة العامة واستبداله بالسيد هاشم صفي الدين، أو على الاقل تقليص دوره الاقليمي ومنعه من التدخل بشؤونه كما المح اللواء عباس ابراهيم في مقابلة صحفية بالامس 
إذ من غير المتاح للنظام الايراني الدخول في مرحلة جديدة مع المجتمع الدولي كما يسعى وكما يصرح رئيسي يوميا ( وانا اصدقه )، وهو يحمل على كاهله اوراق ثقيلة من المرحلة القديمة ( الحوثي – نصرالله )،،،، فهل سوف نشهد في لبنان تلميع لصورة هاشم صفي الدين على حساب بداية ضمور لبريق صورة نصرالله .... اعتقد ذلك