مرّت مهنة الصيدلة بصعوبات عدّة من العام 2019 حتى يومنا هذا، وبخاصّة في جائحة كورونا، واستشهد عدد كبير من الصيادلة. وأشارت الدكتور ايمان حمدان إلى أن الصيادلة لم يتلقّوا أي لفتة شكر من النقابة وحتى لم يكن هناك أي تعازٍ مناسب من السلطات أو النقابة أو حتّى اللجان المساعِدَة. ما أثّر كثيراً على الصيادلة وأحبطهم كونهم يُحارَبون من أكثر من جهة، إن من جهة المجتمع الذي بات يصنّف الصيدلي في خانة التاجر والنصّاب، أو من جهة النقابة التي كانت تتشدد بقوانينها غير المنصفة، ما أحبطنا ودفعنا للثورة والاعتصام في كثير من الأوقات أمام الوزارة والنقابة بسبب القوانين المجحفة بحقّ الصيدلي.


 

فبرأي د. حمدان، الصيدلي في خط الدفاع الأوّل، سواء خلال جائحة كورونا أم في أي حالة طوارئ صحيّة تمرّ فيها البلاد. هذا فضلاً عن الخدمات التي يقدّمها الصيادلة مجاناً، فرغم الأزمات الإقتصادية لم يتوانَ الصيادلة عن تقديم الإستشارات الطبية دون تلقّي أي بدلٍ مادّي. وأضافت د. حمدان: "النقابة لم تقف بجانب الصيادلة والوزارة لم تنصفنا، لذلك حان وقت التغيير وإعادة الصيدلي إلى مكانته الحقيقية، أي خط الدفاع الأول مع الأطباء والعاملين الصحيين لحماية المجتمع".

 

وتعليقاً على المداهمات التي كانت تقام على الصيدليات، اعتبرت حمدان أن "الصيدلي ظٌلم لأن أغلب المجتمع الصيدلاني هو من النخبة والأقلية منه هي الفاسدة. من الطبيعي جداً أن يكون هناك في كل صيدلية دواء، والهجوم الذي حصل على الصيدليات كان مخططاً له بهدف ضرب القطاع الصحي في لبنان، ممّا أثّر على الصيادلة وشكّل لديهم خوفاً من المواطن. فبحسب حمدان، الخطوة التي حصلت لم تكن في مكانها الصحيح وتدعو الإعلام للتعاون معهم بهدف إعادة مكانة الصيدلي في المجتمع. وختمت: "في الفترة المقبلة سنعمل يدا بيد لإعادة الثقة بالصيدلي ولرفع قيمة الصيدلي وإعادة لبنان الى مركزه الأول في النظام الصحي في العالم العربي".


 

ad
أمّا حول اكثر المشاكل التي يعاني منها قطاع الصيدلة، فاعتبر الدكتور حيدر بزّي أن "المرحلة التنظيمية اهتزّت في الفترة الأخيرة بسبب تصدّع النظام الإقتصادي والصحّي في لبنان جرّاء جائحة كورونا، مما أثّر كثيراً على العمل النقابي واتّخذته النقابة عذراً كي لا تتحمّل التقصير الحاصل في القطاع. في الآونة الأخيرة، أهينت كرامة الصيدلي وفقد صورته العلمية، فالصيدلي يقف في خط الدفاع الأول لحماية صحة المواطنين. أما اليوم، فطموحنا الوصول الى النقابة للمحافظة أولاً على كيان الصيدلي، وجعالته وحياته الكريمة ليبقى في الخط الأول للمحافظة على النظام الصحي.

في الآونة الأخيرة، مارس السياسيون الكثير من الشعبوية على الصيادلة وأهينت كراماتهم واحتجزت حريّاتهم".

 

وحول انتخابات نقابة الصيادلة، لفت د. بزي أنها "نقابة مستقلة، تضم جهود بين كل الخبرات، فهي ليست بصدد نفي جزء من الصيادلة وتفضيل الجزء الآخر عليهم، بل هي عبارة عن مجموعة صيادلة مهمّتهم إعطاء الأفضل والدفع بالقطاع نحو الرقي. و تجنّب الأخطاء التي سبق واقترفها الصيادلة الزملاء سواء كان عمداً أو عن غير قصد بهدف تطوير المهنة للأفضل".

 

كما شدّد د. بزي على أنّ" هناك عدد وافر من المرشّحين الذين قرروا دخول هذا المعترك ونسبة كبيرة منهم مؤهّلة لتكون الوجه المشرق للنقابة وخير مثال لها. فالمرشحون يمتلكون برنامج تطوري قادر أن ينقل المهنة إلى مكان أرقى بكثير وبالتالي لن تتكرر أخطاء كانت وصمة عار على المهنة".