الصورة القاتمة في لبنان، شهد عليها شاهد من أهله، حيث بلغ فيه التشاؤم حد التعبير عن خوف أكثر من جدي من بلوغ لبنان "أسوأ مرحلة في تاريخه".

 

هذا الخوف، جاء في قراءة شديدة السوداوية حيال الوضع في لبنان، عرضها مرجع مسؤول، حيث قال لـ"الجمهورية": اخشى اننا بلغنا المرحلة التي لم نعد فيها قادرين على ان نمنع لبنان من السقوط الكبير، والذي لن يكون في مقدور احد أن يتحمل كلفته".

 

واضاف: "دعونا نعترف بأننا فشلنا جميعا، من رأس الهرم في الدولة الى كل المكونات السياسية، لا احد بريئا، كلّنا شركاء في ايصال لبنان الى ما وصل اليه من انهيار. والى ان تفلت الامور من ايدي الجميع، وانا قلق جدا مما خلص اليه المسؤول في الامم المتحدة أوليفييه دي شوتر في تقييمه البحثي حول لبنان قبل ايام قليلة. والذي شخّص فيه واقع المسؤولين في لبنان بأنهم لم يقدموا للبنانيين وللمجتمع الدولي اي تحرّك يفيد بأنهم قد خرجوا من عالمهم الخيالي الذي يعيشون فيه بعيدا عن معاناة اللبنانيين، ويثبتوا بأن لديهم شعورا بضرورة التحرّك العاجل والعزم اللازم لتحمل مسؤولياتهم، ووقف ما يتعرّض له اللبنانيون من "إفقار وحشي" على حد تعبيره.

 

ولفت المرجع نفسه الى ان "معلوماتي تفيد بأن المسؤول الاممي لم يقل كلّ ما لديه، مع ان خلاصة قوله اننا اصبحنا في دولة فاشلة بالفعل، وكل الوقائع السلبية التي تتوالى تنذر بدخول مرحلة أسوأ مما هي عليه". وقال: "كانوا في الماضي يحذروننا من النموذج القبرصي او اليوناني او الفنزويلي، لكننا سقطنا الى ما هو اسوأ من تلك النماذج كلها، فقد اصبحنا في القعر. والمسؤول الأممي نفسه ابلغنا بشكل مباشر وصريح بأن لبنان على رغم كل ما يعانيه من مصاعب، ما زال في اول النفق الذي تنتظره فيه مصاعب اكبر ومعاناة شديدة للبنانيين، ولست أستغرب ابداً ان ينفجر غضب الناس ليطيح بكلّ شيء".