الشيخ نعيم قاسم، نائب أمين عام حزب الله، واضحٌ وصريحٌ في مقارباته للشؤؤن اللبنانية وشجونها ومصائبها، لا يُغلّف تصريحاته بقدسية العباءة الدينية وطهارتها، كما جرت العادة عند أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، يذهب الشيخ نعيم قاسم في تحليلاته السياسية إلى مقاصد حزب الله وأهدافه مباشرةً، فحزب المقاومة والممانعة الذي يشغل فيه الشيخ نعيم منصباً رفيعاً، هو الذي حرّر لبنان من ربقة الإحتلال الإسرائيلي. في لبنان لا يرى الشيخ نعيم إلاّ المقاومة الإسلامية، وذراعها حزب الله، وذخيرته المدد الإيراني الذي لا ينضب، لا يوجد في لبنان بنظر الشيخ نعيم قاسم مؤسسات دستورية، ولا رئيس جمهورية ولا رئيس حكومة، ولا جيش لبناني وأجهزة أمنية وقضائية، لا وزارة دفاع ولا وزارة داخلية أو خارجية، حزب الله هو المارد الذي منع إسرائيل من تحويل لبنان إلى "حديقة خلفية" له، فقام بتحرير الحديقة وتولّى زمام أمورها، ويطيبُ اليوم لأيّ مواطنٍ عاديّ أن يسأل فضيلة الشيخ نعيم لماذا خرِبت الحديقةُ "الغنّاء"؟

 

وكيف أصبحت خراباً يباباً، يتسابق سُكانُها للهرب من الجحيم المُستعرّ في جنباتها، يُجيب الشيخ نعيم أنّ رعاية "الحديقة" هي من مسؤوليّات "الدولة"، صحّ النوم فضيلة الشيخ، الآن تذكّرتم الدولة، بعد أن استبحتُم حُرُماتها، ومصصْتُم دمها، يُخبرنا الشيخ نعيم قاسم بأنّ حزب الله لا يستطيع إنقاذ البلد وصون كرامته واستقلاله، هذه مهمة الدولة، هو قادرٌ فقط، بفضل المقاومة طبعاً، على قهر إسرائيل وردعها، في حين أعيتْهُ الحيلة أمام "جبروت" المملكة العربية السعودية وحاميتها الأمريكية، ورأس حربتها في لبنان القوات اللبنانية، لذا لا بُدّ من الفتك بآخر معقِلٍ لا يزال واقفاً في وجه الهيمنة الإيرانية على لبنان، وتصويرها كمُسبّبٍ أوحد للفتن الداخلية التي يمكن أن تجُرّ إلى حربٍ أهلية، في حين أن حزب الله هو الوحيد الذي يتباهى صباح مساء بامتلاكه أهم تنظيم مُسلّح ومُدرّع بكافة الأسلحة، وأنّ تعداد مُقاتليه يفوق المائة ألف، تكفيهم إشارة من إصبع سماحة السيد نصرالله ليُزيلوا الجبال ويدكّوا الحصون.

 


لذا أيها اللبنانيون كافّةً، إذا سمح لكم حزب الله بالذهاب إلى الإنتخابات البرلمانية، التي لا يخشاها الشيخ نعيم قاسم، لا بل يرجو حصولها، صوّبوا بنادقكم نحو القوات اللبنانية لتُحبطوا مكائدها وتمنعوا وصولها للندوة البرلمانية، ولتبقى راية جبران باسيل مرفوعة، ليحمي المسيحيين، والمسلمون لهم ربٌّ يحميهم، بعد سلاح المقاومة إلى ما شاء الله تعالى.