اذا كانت المعارضة على شُعبة من نفاق في الدول العربية والإسلامية فإن السلطتين الدينية و السياسية على شعبة من الإستبداد والقهر والذل وهذا قديم قدم التحالف القائم من عهد الملكية و الكنيسة الى عهد الدولة الأموية ومن ثمّ العباسية وما تلاهما من إمارات ودويلات قامت على سيف السلطان ولسان الفقيه وهذا ما كرّس نزعة الإستبداد في تجربتنا العربية – الإسلامية .

 


يبدو الماضي استمراراً للحاضر في ظل تبعية عمياء لنماذجه الحيّة في حياتنا ونكرّس لها ما ينبغي لبقائها مدى ومدداً لأمة لا تفقه سوى ما قاله السلف منهم . لهذا لم نتقدّم وبتنا أسارى سجون وخنوع وخضوع  في ظل معادة لعزّة مفقودة وغيرمتوفرة إلاّ في الأوهام المسيطرة علينا والتي تغذي مخيلتنا الخصبة في الإنتصارات والإنجازات الكبيرة والهائلة والتي لا تُعدّ ولا تُحصى من وفرة المقابر وكثرة السجون  الى عجقتي الجنة و الجحيم حيث يسارع الفقراء منا الى أنهار من اللبن والعسل والمعصرات والكواعب وما في الجنّات من خمور وحور ويبقى الأغنياء على عروشهم راضين مرضين بما كتب الله لهم من مسؤولية وتكاليف تجبرهم على عدم مغادرة كراسيهم مخافة الوقوع في ما حرّم الله عليهم من نواه و اوامر وما لم يجوّز لهم في شهادة أو جهاد يوصلهم لكسب الدار الاخرة مادامت الدنيا جيفة زيّنها لهم الله كي ييقوا صابرين على احتسابهم لسلطة تزكو على الإنجاب لذراري نفخ الله فيهم روح القيادة .

 

 


من هنا تأتي محاكمة المستشار أحمد ماهر والحكم عليه بالسجن لمدّة خمس سنوات على خلفية المسّ والطعن بدين الأمويين والعباسيين الذين أرسلوا للأمّة أحاديث وروايات طاعنات بصاحب الدين نفسه وهذه المحاكمة ما كانت لتكون لولا تحالف المسؤولين مع الشيوخ وهذا ما فضح حرص الرئيس السيسي على تجفيف مصادر الإرهاب من الكُتب التي تربي المتطرفين وتصنع منهم قنابل موقوتة في مصر والعالم وبدت أزمته محصورة مع جماعة الإخوان فقط دون غيرهم ممن هم فروع أخرى لأخطر تنظيم خرجت منه جماعات الإرهاب من القاعدة الى داعش .

 


تكمن مشكلة الأنظمة في العالم العربي والإسلامي أنّها تدين بدين الإرهاب وتمسك بسلطتها من خلال حلال وحرام رجال الدين وخاصة تللك الأنظمة التي تدّعي علمنة وهي أكثر كفراً لها وإيماناً بالدولة الدينية كونها توفّر لها المشروعية والإستمرارية حتى قيام الساعة .

 


ذنب المستشار المفكر أحمد ماهر أنّة دافع عن دين بلا دنس خال من أيّ عيوب من تفخيذ الصغيرة الى إرضاع الكبير وهذا ما هدّد قلاع العمائم فثاروا رعاعها عليه واتهموه باطلاً كما اتهموا من قبل جيل المتنورين من الشيخ محمد عبدو الى حامد أبوزيد وفي هذا تعد على كل عاقل عربي . لذا نقف مع المشتسار أحمد ماهر ضدّ عدوين لدودين باعا العروبة والإسلام لصالح  سلطة وسلطان وجاه ودنيا زينوها بالشهوات وحصروها فيهم دون غيرهم وعابوا على الآخرين التحلي بزينة حللها الله كونها محلّ شبهة زيّنها لهم الشيطان كي يغري بها ضعاف الإيمان .

 

لن نقول لك أنك الحرّ وهم المسجونين بقدر ما نحنرم فيك إرادة الوقوف بوجه جالوت وطالوت.