بتحدٍ عنجهيٍ للعقوبات الأميركية على الشركات والمؤسسات والنظام في إيران إستقدم أمين عام حزب الله باخرة مازوت ايراني ومع هذا الإعلان بدأ الحزب بنشر بروباغندا محورها أن هناك حصار على لبنان والحزب بصلابته إخترقها وتحداها .

 

 

على عادته القديمة الجديدة يبيعنا السيد حسن الهواء فبعد أن استقدم المازوت الإيراني وأتحفنا بمطولاته وفلسفاته الإقتصادية المتعددة من الزراعية الى النفطية والتجارية ،تقوم شركة الأمانة التابعة للأمين العام للحزب والتي تنتشر في معظم المناطق التي يسيطر عليها الحزب أو له نفوذ فيها من خلال حلفائه بتسجيل لوائح للراغبين بالحصول على تلك المادة الملحة والضرورية للحياة اليومية للمواطن اللبناني حيث عليه تأمينها للحصول على الكهرباء والماء والتدفئة وحتى الخبز بعكس كل شعوب الأرض حيث أن هناك شعوباً ربما لا تسمع بتلك المادة ولا يهمها أن تعرف عنها فكهرباؤها مؤمنة على مدار الساعة ومياهها كذلك وقوتها ولباسها فهي من أدنى متطلبات الحياة البشرية ،أما في لبنان فالقضية تختلف حيث أننا لا نريد لا كهرباء ولا ماء ومستعدون أن نشد حجر المجاعة على بطوننا فنأكل ونشرب كرامة ونضيء كرامة ونتدفأ كرامة ولسنا مستعدين أن نعيش كباقي البشر على هذه الكرة الأرضية منتَقصي الكرامة .

 

 

طبعاً كل تلك الشعارات يؤمن بها كثير من أتباع وأنصار هذا الحزب الخارق ويتبناها في عقله الباطن وقد رسّخت لديه ثقافة الإنتماء للقطيع فأصبح باللاوعي غير مستعد للخروج عليه أو حتى مطالبته بإسترجاع ماله كما سمعنا في بعض التسجيلات الصوتية المتبادلة على منصات التواصل حيث أن كثيراً من السذج بادروا الى تسجيل أسمائهم للحصول على مادة المازوت ودفعوا ثمنها في مكاتب القرض الحسن المؤسسة المالية التي من خلالها يدير الحزب شبكاته التجارية، والصدمة أن شركة الأمانة لم تسلمهم ما دفعوا ثمنه وتتهرب من إعادة المبالغ المقبوضة وتعطيهم أرقام هواتف القرض الحسن موجودة في بيروت للمراجعة ولكن هذه الأرقام بعضا منها مغلق والبعض الآخر لا يجيب لينتشر خبر سرقة الناس في أشد الأوقات صعوبة على اللبنانيين .

 

 

فالمشهد بات أمامنا كالتالي جهة مسلحة تسيطر على قرار السلطة وتهيمن على مؤسساتها الدستورية والتنفيذية وحتى القضائية ومن لا يلتزم بأوامرها تخرج له الأتباع الى الشوارع ليعتدوا على الآمنين ويكسروا لهم ممتلكاتهم وأرزاقهم وقد تنزلق الى الأمور الى سقوط ضحايا لا يهم فالمهم هو إحكام السيطرة على ما تبقى من وطن، نحن أمام مجموعة تعتنق العنف أهم وسائلها ولا تدخر جهدا بالإستفادة من أي طامح ومغرور يتبنى وجهة نظرها كما حصل مؤخرا مع المتوزر حديثاً جورج قرداحي فهذه الميليشيا غير آبهة بمصير ملايين اللبنانيين في لبنان والخارج المهم عندها أن ترضي غرورها وتغذي نرجسيتها التي باتت قاتلة .

 

 

نحن اليوم نعيش أسوأ ما مر على لبنان منذ تأسيسه حتى باتت كل موبقات الدنيا مشرَّعة من القتل الى الكذب الى الخداع والخيانة فالسرقة الموصوفة كلها من متطلبات معركة الصمود والتصدي والتي يقودها دونكيشوت لبنان من ملجئه في حارة حريك .

 

 


فإلى متى سيبقى اللبنانيون رهائن هذه المجموعة التي تخالف حتى سيرة من ينتمون الى مدرسته حيث قال علي عليه السلام :الدنيا جيفة وطلابها كلاب .

 

 

فإتقوا الله بهذا الشعب الطيب الذي تحدى الحياة منذ الأزل هذا الشعب الطموح والمثابر الذي شارك ببناء أكبر حضارات العالم والذي لإنتشاره في كل أصقاع الأرض نكهة خاصة.