لماذا التسرع من قبل إعلام الحزب واستباق اي تحقيق والصاق تهمة القتل بالقوات اللبنانية، واستبعاد نظرية الطابور الخامس أو دخول الدول المستفيدة هي الاخرى من تعطيل التحقيق في قضية المرفأ والتي كما هو معروف لم تتعاون مع المحقق العدلي وامتنعت عن تزويده صور الاقمار الاصطناعية المتواجدة فوق لبنان ؟
 
تجد نفسك مضطرا قبل الاقتراب من تناول موضوع كبير ومؤلم كالذي حصل بالامس في منطقة عين الرمانة وبدارو وأسيلت فيه دماء لبنانية وأزهقت ارواح شباب في مقتبل العمر من التعبير اولا عن بديهيات لا بد منها من  كثير الالم والاستنكار والشجب والتأسف ممزوجا بأقصى عبارات التنديد، والمطالبة بإنزال اقصى العقوبات على من يقف خلف الاحداث محرضا ومخططا ومفتعلا، بالأخص إننا تعودنا في لبنان بكل أسف أن هكذا احداث مفتعلة تنتهي بتبويس اللحى وجلوس كبار القوم سويا لتبقى الدمعة والحرقة في قلوب من فقدوا أحبابهم فقط وكان الله يحب المحسنين.
 
 
يبقى ان كل هذا لا يمنع من طرح عدة تساؤلات لا بد منها على الاقل لمعرفة ما حدث وكيف حدث ولماذا؟، اولا  بهدف عدم تكرار المصيبة، وثانيا للحد من تبعاتها وأخذها الى ما لا يحمد عقباه.
 
 
- في ظل التشنج الحاصل بالبلد والذي عبّر عنه بكل وضوح وزير الثقافة لماذا لم تتخذ القوى الامنية وفي مقدمها الجيش تدابير استباقية للحؤول دون وقوع الواقعة، بالاخص ان الجميع يعرف حساسية المنطقة ؟
 
 
- لماذا لم يعمل المنظمون للتظاهرة على منع دخول المتظاهرين الى احياء وشوارع داخلية والقيام باعمال استفزازية وشعارات لا علاقة لها بهدف التظاهرة ؟؟
 
 
 
 
 
 
 
- الداعين للتحرك هما الثنائي حركة امل وحزب الله ، وعليه فالطبيعي ان تكون التظاهرة مشتركة، فلماذا شاهدنا تظاهرتين واحدة لحركة امل فقط من ناحية عين الرمانة، فيما أخرى للحزب من ناحية سباق الخيل بعيدة عن المناطق الحساسة ؟
 
 
- لماذا لم يتم القبض على القناصين المفترضين او بعضهم من قبل الجيش اللبناني الذي ضرب طوقا على المنطقة ؟
 
 
- لماذا لم يتم تصوير ولم ينشر اي فيديو يوثق اطلاق النار من ناحية القناصين المفترضين ؟
 
 
- لماذا التسرع من قبل إعلام الحزب واستباق اي تحقيق والصاق تهمة القتل بالقوات اللبنانية، واستبعاد نظرية "الطابور الخامس" أو دخول الدول المستفيدة هي الاخرى من تعطيل التحقيق في قضية المرفأ والتي كما هو معروف لم تتعاون مع المحقق العدلي وامتنعت عن تزويده صور الاقمار الاصطناعية المتواجدة فوق لبنان ؟
 
 
هذه الاسئلة وغيرها الكثير والتي نتوقع ان تبقى من دون اجوبة مقنعة، تدعونا إلى أن نستذكر المقولة المشهورة بأن الضحية الاولى في مثل هذه الاحداث المؤلمة هي "الحقيقة" قبل أي أحد آخر ، ولا بد من التأكيد كما كل مرة  على دعوة قواعد الاحزاب جميعها، عدم الانجرار خلف الفتنة التي لن يكون حطبها الا هم دون سواهم .