غيّرت تونس قيس سعيد من قواعد اللعبة العربية القائمة على دور فاعل للإسلامين السياسي والجهادي بعد أن بدّلت من دوارس أسمالها الإسلاموية وارتدت الزي التونسي التقليدي مخالفة في ذلك الرغبة الغربية و الأميركية تحديداً والتي حرصت وتحرص على استمالة الإسلاميين للسلطة وبخاصة جماعة الإخوان المسلمين .

 


سقط الغنوشي شيخ الفسادين السياسي والمالي في تونس بقبضة الشعب فقامت قيامة غربية لنجدة النهضة مع دورين أساسيين لكل من تركيا وقطر ولكن وطنية الرئيس التونسي ووقوف الجيش والشعب الى جنبه في إزالة سلطة النهضة الغنوشية عن تونس جعلت من التدخلات الخارجية مجرد أعجاز نخل خاوية .

 


رفض محمد بن سلمان ولي عهد المملكة مد يد المساعدة للحكومة الميقاتية رغم توسّط فرنسي مباشر من ماكرون الذي أخفق في تونس في لم دور الإخوان وحاول أن ينجح في المملكة ولكن منعة المملكة فرنسياً باتت ممكنة بعد أن شرب ملوكها حليب النوق العربي فاستراحوا من لبنان الذي اعتبروه ورقة بيد فارسية كما أن التجربة المرّة للمملكة مع حلفائها من السُنّة وغير السنة باتت مزكمة لهم ومقرفة لكثرة ما فيهم من مساوىء حرّضت المملكة على الهروب من لبنان وخلع عباءتها عنهم من قميص المستقبل الى تنانيير 14آذار بإستثناء القوّات اللبنانية التي حافظت المملكة العربية على علاقة أكثر من رهان تاريخي ودائم معها لثبات القوّات على مواقفها المتقاطعة مع المملكة .

 


دخلت سورية مجدداً الى لبنان هذه المرة لا من خلال حلفائها الكثيرين و الأكثرين و الأقوياء بل من خلال أنبوب الغاز الأميركي وهذا ما فتح لعلاقات ضرورية مع النظام ستعتمد في عناوين أخرى وفي ذلك فتح كوة أميركية في جدار قانون قيصر من شأنها أن تجعل من العلاقات الأردنية – السورية مشروعاً سريعاً لعودة الأسد الى الزرائب العربية بعد أن أبدت أكثر من سلطة عربية عزمها على مجاراة الدعوة الروسية المفتوحة لإستقبال الأسد كرئيس دائم في سورية وكممثل شرعي وحيد لها .

 


ثمّة راحة نفس سعودية – إيرانية بعد أن نجحت دبلوماسية البلدين في تقريب مسافة ما بينهما من خلال حوار مستور يهدف الى خلق فرص حوار جدي ينشلهما من مستنقع اليمن ويفتح لهم آفاق جديدة في المنطقة قائمة على اعتراف ما لإيران في لبنان والعراق وسورية على أن يتم التفاهم على اليمن بعد أن قدمت إيران البحرين جائزة ترضية للمملكة منذ لي الذراع الشيعي في الإمارة وتثبيت حق المملكة في المُلك وفي الملك .

 


من المتوقع فوز لوائح إيران في العراق تأكيداً على إيرانيته ودون منازع أو منافس وهذا ما سيبقي المشهد العراقي على ما هو عليه من سفالة سياسية ونذالة مالية  لصعوية توفر غير لصوص في السلطة نتيجة خلافات لا إمكانية للحدّ منها سواء كانت خلافات شيعية – شيعية أو سنية – سنية أو شيعية – سنية أو شيعية – كردية وهذا ما سيفرض الرضوخ للقوي الإيراني في العراق الذي سيستغل هذا الحضور المجدّد له بمفاوضة أميركا نووياً بنتيجة عراقية تُذعن لها واشنطن التي تحرص على مصالحها الدسمة في العراق .