جاء إعلان رئيس وزراء اسرائيل نفتالي بنيت الاثنين الفائت عن عملية امنية كبرى وجريئة تمثلت بإقدام مجموعة استخباراتية من الموساد بالدخول الى قرية النبي شيت البقاعية عملت على نبش احد القبور واخذ عينة من الجثة لإجراء فحص (دي ان اي) واذا كانت تعود الى الطيار الاسرائيلي رون اراد فيما المقاومة عندنا مشغولة بالاحتفالات العظيمة باستقبال صهاريج المازوت الايراني المدفوع الثمن والذي يباع بالاسواق اللبنانية وتصوير الامر على انه فتح مبين وانتصار الهي.
 

ليست هي المرة الاولى التي يقوم الموساد الاسرائيلي بعملية امنية في العمق اللبناني، وهذا بعلم العسكر وان كان يعتبر فشلا للقوى المستهدفة الا انه يأتي بالسياق الطبيعي للمواجهة، فالثغرات الامنية لا بد متاحة للعدو مهما كانت درجات الحيطة والحذر وحجم الاجراءات الوقائية، وهذه الثغرات ليست حكرا على طرف دون الآخر فلطالما إستطاعت قوى المقاومة أيضا من إيجاد ثغرات عند العدو عملت على اختراقها وإنزال ضربات عليه على امتداد سنوات الصراع معه.


 
وبالإجمال، فإن المعروف أن العمليات الامنية حين حدوثها، تبقى طي الكتمان وفي مجالها السري بعيدا عن الإعلام، ولا يصار الى الإفصاح عنها، ولا يعلم بحصولها إلا الاطراف المعنية انفسهم، أولا للحفاظ على مصادر المعلومات وترك الطرف الاخر يعيش حالة الارباك، وثانيا من أجل تجنب ردة فعل موازية من المفترض أن يقدم عليها الطرف المُختَرق.

 

 

إقرأ أيضا: وثائق باندورا، وثقة حزب الله

 


 
فمن خارج هذا السياق كله، جاء إعلان رئيس وزراء اسرائيل نفتالي بنيت الاثنين الفائت عن عملية امنية كبرى وجريئة ( بحسب توصيفه )، تمثلت بإقدام مجموعة استخباراتية من الموساد بالدخول الى قرية النبي شيت البقاعية عملت على نبش احد القبور واخذ عينة من الجثة لاجراء فحص ( دي ان اي ) واذا كانت تعود الى الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي أُسر بعد سقوط طائرته فوق لبنان عام 1986 

 

 


الغريب بالموضوع ان هذا الاعلان الفاضح يأتي بعد الاخبار المتناقلة عن بدء اسرائيل ايضا بالتنقيب عن الغاز في حقل " كاريش " المتنازع عليه مع لبنان فيما "المقاومة" عندنا مشغولة بالاحتفالات العظيمة باستقبال صهاريج المازوت الايراني المدفوع الثمن والتي تباع بالاسواق اللبنانية وتصوير الامر على انه فتح مبين وانتصار الهي يضاف الى الانتصارات غير المرئية وفيما العهد "اللهي" هو الآخر مع حكومته البكائية مشغولين بالتعديلات على قانون الانتخاب لضمان مستقبلهم واستمرارهم في نهب البلاد.

 

 

اما " سيد المقاومة " الذي نصب نفسه حاميا لنا دون الدولة المغيبة عن سابق تصور وتصميم، والذي كانت آخر اطلالاته مخصصة لرسم خارطة الطريق عن زبائن المازوت من الافران والمحطات وومولدات الاشتراك وكيفية الاتصال بالموزع "محطة الامانة" والترويج للبضاعة الجديدة، فقد غاب عن المشهد كليا، فالحمدلله سوق المازوت وبيعه على افضل ما يرام فلا ضير بعد ذلك ان خسرنا حقل "كاريش" او ان يكون الموساد في ديارنا .