في شارع الحمرا يمكن للصّرافين( الشرعيّين منهم وغير الشرعيين) المُضاربة على النقد الوطني في سوق العملات "السوداء" بلا حسيبٍ ولا رقيب، وفي شارع الحمرا مُتاحٌ لتُجّار حشيشة الكيف وحبوب الكابتاغون وسائر أنواع المخدرات بيع بضائعهم للزّبائن والمدمنين بلا حسيبٍ أو رقيب، وفي شارع الحمرا يمكن بيع المحروقات والمواد الغذائية المدعومة بأسعارٍ خيالية بلا حسيبٍ أو رقيب، وفي شارع الحمرا يمكن "للثّوار" المعترضين على سياسة "حكم المصرف" أن يعتدوا بالكسر والخلع على واجهات المصارف، دون أن تتدخل القوى الأمنية للحفاظ على الملكية العامة والخاصة، وفي شارع الحمرا يُسمح للحزب القومي السوري أن يستعرض ميليشياته شبه العسكرية وسط الشارع، في كلّ مناسبة "وطنية" أو "قومية" تُناسبه، والقوى الأمنية والعسكرية والقضائية تغُضُّ النظر، نُصرةً لمجد الأمّة السورية وعزّها وفخارها، أماّا أن يُقام في شارع الحمرا عرضٌ مسرحيٌّ يتوجه بالنقد للسلطة الحاكمة والفاسدة، فهذا ما لا يمكن التّغاضي عنه والسكوت عليه، لأنّ عين الأمن العام ساهرة على مراعاة مصالح المواطنين، وحريصة على سلامة وعيهم الوطني من أيّ انحرافٍ أو تشويه، لذا كان لا بّدّ من وقف هذا العرض المسرحي الجائر، فعين الأمن العام ساهرة، ورُبّ عينٍ ساهرة لعينٍ نائمة.