يتردّد كثيراً بأن النوم قبل منتصف الليل مفيد جداً ويُمكّن الجسم من استرجاع طاقته بالكامل، بعد يوم عمل شاق، وأن هذه الساعات التي تسبق منتصف الليل هي ساعات ثمينة يجب عدم تفويت فرصة النوم فيها للتمتع بصحة ولياقة جيدة، فهل هذا فعلاً صحيح؟

 

يشير تقرير نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية، إلى أن مقولة إن النوم قبل منتصف الليل مفيد جداً في الاسترجاع تحتمل الخطأ والصواب معاً. وحتى نفهم جيداً ذلك، علينا أن نتذكر بأن الليل ينقسم إلى عدة مراحل للنوم؛ فهناك النوم البطيء، ثم البطيء الخفيف، فالبطيء العميق. وخلال هذه المراحل ينتج الدماغ موجات بطيئة، بعدها نمر الى مرحلة نوم الأحلام التي يكون خلالها الدماغ نشطاً مثلما يكون أثناء اليقظة.
ويقول الطبيب المختص في أمراض النوم والأرق فيليب بوليو، إن وظائفنا الحيوية تتباطأ أثناء النوم العميق في بداية الليل، ويرتاح القلب والشرايين، مضيفاً «وفق هذا المنطق فإن الساعات الأولى من النوم هي الأكثر أهمية بالنسبة للجسم، وهي النواة الصلبة للنوم، وهكذا، فليست الساعات التي تسبق منتصف الليل هي الأهم وإنما الساعات الأولى للنوم».

 

المرحلة الثانية مهمة أيضاً

ولكن هل يعني هذا أننا نستطيع النوم عند الساعة الثالثة صباحاً والاعتماد على الساعات الأولى من النوم لاستعادة طاقتنا ونشاطنا على الرغم من فترة النوم القصيرة؟ بالطبع لا. وتشير فيرجيني ستربينيش الباحثة في علم الأعصاب في جامعة جنيف إلى أن الساعات الأولى في هذه الحالة ليست هي الأهم، لأن ساعتنا البيولوجية التي تضبط نظام النوم واليقطة وحرارة الجسم تعرف بأن علينا أن نستيقظ بعد وقت قصير.
ويوضح الدكتور فيليب بوليو أن النوم في وقت متأخر يدفعنا إلى القفز على ساعات النوم البطيء والانتقال مباشرة الى نوم الاحلام.
من دون أن ننسى بأن المرحلة الثانية من النوم هي أيضاً مهمة بالنسبة للجسم خاصة فيما يتعلق بإدارة عواطفنا.

 

انتظام النوم

حتى يكون النوم مفيداً، تؤكد الباحثة فيرجيني ستيربينيش أهمية احترام مدته وانتظامه؛ أي النوم لنحو 7 ساعات ونصف الساعة يومياً. وتتابع: "بالفعل هناك أشخاص ينامون فترات أكبر من غيرهم ـ لكن 80 في المئة من البشر ينامون هذه المدة" كما تنصح المختصة بعدم تمديد ساعة الاستيقاظ خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وحتى نتأكد، بحسب الباحثة في علم الأعصاب، من أن ليالينا هادئة، يكفي أن نطرح السؤالين التاليين على أنفسنا: كيف يكون نومي إن نمت هذا العدد من الساعات؟ وكيف أكون إن نمت كثيراً أو قليلاً؟

 

 

 

جودة النوم

ومن أجل تحسين جودة النوم، من الضروري أيضاً الاهتمام بالمحيط والظروف التي نخلد فيها للنوم، إذ يجب علينا أن نحافظ أيضاً على استقرارنا العاطفي، حتى لا ترتفع نسبة الادرينالين قبل النوم وتجنب القهوة ومشروبات الطاقة، وعدم ممارسة الرياضة في وقت متأخر وتفادي التعرض للشاشات. وفي الأخير يجب أن نستعد للنوم ونركن للهدوء ونستلقي على السرير لمدة عشر دقائق، حتى يفهم الجسم بأنه يستعد للنوم.