جاء في الحديث الصحيح : رُخّص الكذب في ثلاث ، في الحرب والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل إمرأته ، وحديث المرأة زوجها ، كما فسّر الإسلاميون الكثير من النصوص بطريقة تبيح لهم الكذب ، كما أن فقهاء المسلمين رتبوا الكذب بحسب الطلب بناءً على نصوص الكتاب والسُنّة فقالوا بجواز الكذب في مواضع ومنهم من قال بأفضلية التورية عن الكذب أو العمل بالحيلة بغية الوصول الى حق ومنع باطل .

 


منظر الإسلام السياسي ومرشد الإخوان المسلمين سيّد قطب في كتابه " ظلال القرآن " قال : ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ، ولا مجتمع مسلم . وهذا ما يدفع الى التعاطي مع المجتمع ككافر ، وعندها يصبح الكذب نعمة أمام أحكام الكافر . حيث دعا قطب الى تطبيق شريعة الله والفقة الإسلامي على هذا المجتمع .


في كتابه " حقيقة التنظيم الخاص " يقول أحد قادة الإخوان المسلمين محمود الصباغ : أسمى الكذب " إيهام القول للمصلحة " من أجل تحقيق أهداف الجماعة ونصرتها على أعدائها .


بطون الكتب القديمة والحديثة لفقهاء وغير فقهاء محشيات بجواز الكذب أو ما يشبهه أو ما يمت اليه بصلة أو بقربة وهذا ديدن أكثر المذاهب وجميع الأحزاب الإسلاموية .

 


في تجربة الإسلام السياسي ..


في عام 1989أي بعد حوالي إسبوعبن من إنقلاب الجنرال عمر البشير على نظام الحكم في السودان سُئل صاحب الإنقلاب عن علاقته بحزب الجبهة القومية الإسلامية وهو فرع جماعة الإخوان في السودان فأجاب : أريد أن أؤكد وبشكل قاطع أنّه لم تكن لنا علاقة بالجبهة لا من قبل ولا أثناء ولا بعد الإنقلاب ، ولا توجد عندنا نيّة للتعاون معها بالمرّة .

 


كذب قائد الإنقلاب بعد فترة حيث اعترف بأنّه عضو ملتزم بالجبهة الإسلامية وقد التحق بها باكراً وتنقل بين صفوفها القيادية الى أن أصبح من أكبر قياداتها العسكرية داخل القوّات المسلحة السودانية حيث عُهد إليه بتدبر الإنقلاب وبأوامر مباشرة من قيادة الجبهة التي تزعمها الدكتور حسن الترابي كبيرهم الذي علمهم سحر الكذب وقد تفنّن هو في الكذب أيضاً و بإسلوب مسرحي شيق عندما أنكر في البداية علاقته بإنقلاب البشير ومن ثمّ اعترف لاحقاً بحقيقة كذبه عندما قال : التقيت بقائد الإنقلاب قبل ساعات من التنفيذ وباركت خطوته وقلت له :(( إذهب أنت للقصر رئيساً ، وأذهب أنا للسجن حبيساً )) لتكملة مسرحية الكذب بحبس قيادات الأحزاب السياسية بغية التمويه على إخوانية الإنقلاب .


في تونس شرّع شيخ الإخوان راشد الغنوشي الكذب بحيث أصبحت سياسة النهضة المتبعة في كل صغيرة أو كبيرة ومنها إدخال تركيا وقطر كجمعيات خيرية تحت لافتات ومسميات متعددة هدفها في الشكل خدماتي إنساني وفي الجوهر مساعدة حركة النهضة على" أخونة"  تونس بنشر الفوضى التي أرهقت البلاد والعباد لأن في ذلك قهر للشعب وإذلال له بحيث يصحو وينام على أمل الحصول على عمل ورغيف خبز ويبتعد كل البعد عن السياسة تماماً كما يحصل اليوم في لبنان حيث ينحصر همّ اللبنانيين في مادتي البنزين والمازوت بعد أن ثاروا على (سنت) زائد على الإنترنت وهاهم نيام عن تغيير حياة كاملة من المأكل الى المشرب الى الملبس الى الطبابة والتعليم الى آخر السطر .
في العودة الى أكاذيب تونس الغنوشية قبيل قيام الرئيس والجيش والأجهزة الأمنية على حكم المرشد تقول أوساط تونسية بأن شيخ الإخوان كلف أحد أتباعه بالذهاب الى أميركا وتسليم الرئيس الأميركي آنذاك أوباما رسالة موقعة من النخبة المثقفة التونسية العلمانية وموقعة من قبلهم وفيها دعوة الرئيس الأميركي الى مد يد التعاون وبقوّة مع الإسلام السياسي كونه متحرر ومنفتح وصاحب سلام وساع نحو توكيد الديمقراطية في تونس وقد تفاجأ المثقفون التونسيون بورود أسمائهم في رسالة كاذبة لا علم لهم بها وهذه إحدى أكاذيب الشيخ الغنوشي وعيّنة صغيرة من عيّنات أخرى مماثلة لحركة النهضة الإخوانية كما تقول هذه الأوساط التونسية .

 


لضيق مساحة المقال أوجز عند حدّ الكذب الذي تمارسه جماعات الإسلام السياسي حيث تتبرأ من كل جريمة ترتكبها وخاصة ما هو متعلق بموضاعات القتل بل وتحمل هذه الجماعات نعوش المقتولين و " تولول "  عليهم وتمارس إزدواجية واضحة بحيث تظهر بما لا تؤمن من الدولة الى التعددية الى الآخر المختلف معه وعنه  الى الديمقراطية وحقوق الإنسان الى عناوين أخرى تتبناها جماعات الإسلام السياسي تورية أو حيلة أو كذباً كل بحسب الرخص والمعذورية التي تجوز لها ذلك .

 


وحدهم جماعات الإسلام الجهادي صادقون فيقتلون ويكفّرون بالعلن وعلى شاشات التلفزة ويصرحون أيضاً بأفكارهم دون كذب أو وتورية أو حيلة .